صديقتى سلفيه ..لكنها حازت وببراعه على لقب استاذه الفهم الخاطئ للدين ..فهي تقيس اى علم او دراسه بمقياس غريب نوعا ما .. فالعلم الصحيح الذى سينجينا من النار هو كل علم يذكر فيه الله .. اما اى علم اودراسه او بحث اخر في مجال اخر ايا كان فما هو الا اجره الوصول لجنهم وبئس المصير ..
فقد قالت لي يوما وانا اعاتبها لتقصيرها في دروسها وعدم إنتظامها في الحضور ..ان كل ما ندرسه ليس له قيمه وأغلبه كفر ولا ينطبق عليه حديث النبي محمد عليه الصلاه والسلام " اطلبوا العلم ولو في الصين "
كانت رده فعلى سلبيه ومن حقي ..فقد صدمت رغم علمى ان الصين بلد شيوعي وان العلم الذى لديها بالتأكيد لن يكون علماً يتحدث عن الله
الله الذى نعرفه ونقدسه ونحمده على كل مكان وضعنا فيه
الله الذى من أجله نتعلم وندرس ونطلب العلم ولو في الصين
..
ان يكون هناك اناس بهذا الشكل ويفكرون بهذا المنطق ..منطق الغباء ..كارثه بحد ذاتها خاصه وان كان من أمة إقرأ .. التى وبالمناسبه لم يأمرها الله بان تقرأ في الشريعه ولا تقرأ في الشعر .. او لا تدرس الطب ولا تتفكر بالفلسفه ولا ترتقي بالروح عن طريق الأدب .. وان تكتفي بالإعتكاف في المسجد وحفظ كتب السيره والفقه والقرآن ..
هذه الكارثه واعنى الفهم الخاطئ للدين والذى نراه في عقول مظلمه لاُناس كثيرون قد يكونوا بنفس البيت او الحجره التى نسكنها .. لا تقل حزنا عن قضيه العلم الأعلى والعلم الأسفل
منذو متى كان العلم فيه سفلي وعلوى ؟؟ اتذكر ان الله قال ان فوق كل ذى علم عليم ولم يقل فوق كل علم علم أعلى ..
دخولك كليه الطب بمجموع خرافي لا يبرهن إطلاقا انك تستحق هذا العلم وإن كان قيمته تكمن فقط في دراستك للمعجزة الإلاهيه الحيه التى نشهد مولودها كل لحظه ودقيقه وهي الإنسان ..
ودخولى كليه الأداب لدراسه الفلسفه لا يعني إطلاقا انى امتلك شخصيه تافهه او انى صاحبه اكبر مجموع تعبان ومخى اجوف تماما ..
فدراسه الفلسفه وفهمها فهما صحيحا إنجاز فهي تفتح لك طرق كثيره لنضوج عقلك ونمو فكرك حتى انها تساعدك على إتساع طرق بحثك وتحليلك
ان تعيش في مجتمع رجعى يعانى من كل هذه الخرافات لابد و ان تستنتج جيدا ان هذا المجتمع يجب ان يعانى ويلات من الجهل والتخلف والإنحطاط الإيمانى والعلمى وبالتأكيد الفهم الخاطئ للدين ..
وإعلموا يا ساده ان الله لن يغيركم إلا عندما تغيروا حفاضات عقولكم بشئ صالح للإستخدام لمده اطول وهو الفكر
وان الدكتور هو الدكتور بمجاله .. وان العلم الأعلى هو العلم الذى نسعي إليه بنيه كبيره وهي خدمه الإسلام وإقتصارنا على كل علم يذكر فيه الله ورمي كل علم آخر لانه يفتقر الجانب الإيمانى او لانه علم غربي بحت ينافي تماما مافعله النبي في غزوة الخندق عندما أخذ بفكر سلمان الفارسي رضي الله عنه في حفر الخندق وهي فكره فارسيه لم يكن الله أوحى بها للنبي او نزل بها نص قرآنى ..
ان نحصر العلم في الشريعه والفقه والحديث كمن يحصر الإيمان بأكمله في المسجد ويمنعه من إصلاح المجتمع وتعمير الكون وإنشاء حضاره عامله ومتعلمه ومتحضره وإيمانيه ..
الفهم الصحيح للإسلام هو ان نعلم ان الإسلام الحق هو الذى يشق شارعا ثقافيا ويرسي قيما في التعامل ونماذج من الفن والفكر ..
الإسلام الحق هو الذى يريد ان ينهض بالإختراع والتكنولوجيا ولكن لغايات آخري غير التسلط والعدوان والغزو
الإسلام الحق هو الذى يحثنا عن التفكر والتحليل وإتباع إسلوب منهجي منظم لحل كافه مشاكلنا ..
ومن اجل تحقيق كل هذا إستخلفنا الله وأمرنا بالتعلم ..
ولما علم الله آدم ..علمه كل الأسماء ..وإن كان هناك علم أعلى لكان علم الأنبياء اولى بهذه التسميه لا علم كليه الطب ..
ومع ان هذا لا يعني أبدا إستخفافي بقيمه اى علم مهما كان ولكن لنضع كل شئ في مكانه الحقيقي لابد ان نعترف ان قيمه كل علم اولا بالنيه فلابد ان يحدث تغييرا في النفس ..وثانيا وهى الأهم بمدي تطبيقه في حياتنا اليوميه .. حتى وان كان التغير في طريقه تفكيرنا او اسلوب إستمتاعنا بالحياه ..
وأحسب نفسي من هؤلاء الناس الذين أعلوا من شأن العلم الذى يحصلونه بسبب روحانيته الكبيره ومدي تطبيقه الممتاز في الحياه ..
ففي نفس السنه التى صدمتنى فيها صديقتى السلفيه بوجهه نظرها الغير منطقيه .. كنا ندرس التصوف الإسلامي والإسلام السياسي وأيضا الفلسفات الحديثه .. وكان لكل منها أثرها على نفسي .. فقد استنتجت من دراستى للإسلام السياسي ان كل علم حلال اذا اخذنا منه مايتوافق مع شريعتنا وتركنا كل ما يخالفها .. واننا لكى نواكب العصر لابد من الدرايه بكل علوم العصر ..وان كل من يرفض الدوله الإسلاميه لانها دوله دينيه لم يفهم كلمه عمر بن الخطاب ولا ابي بكر الصديق عندما قالا " ان أسأت فقوموني وإن احسنت فأعينوني " وانه لا حكم إلهى في الإسلام ولا عصمه لحاكم انما هو حكم مدنى ديمقراطي يخطئ صاحبه ويرجح واننا الآن في أشد الحاجه لكتيبه تفهم الإسلام فهما صحيحا لتجدده وتقاتل خصومه بأسلحه العصر لا بأسلحه القرن الأول الهجري ..
وأخذت من التصوف دفعه إيمانيه رائعه ..فقد علمنى البصري كيف اتكيف مع الجوع وأستغله للرقي الى المستوي الإيمانى الملائكي ووصلنى ابن ادهم الى محبه الله وساعدنى الخركوشي على إيناس وحدتى ومن توبه القشيري رجعت الى الله وادركت ان التوبه هي ان تنسي ذنبك .. وفي رساله الغزالى اللدنيه توصلت الى ان العلم الأشرف هو علم الأنبياء ومن بعده علم الأولياء ..حتى اننى تعلمت كيف أصل لعلم على بن ابي طالب
فتعلمت صفاء القلب ورقي النفس ونور البصيره .. واقتنعت بزهد المشاعر وحلاوة بساطه العيش وعلو الروح بالعلم ..
وخرجت بمعادله احمد ربي كل يوم عليها وهى ان الدين الإسلامي هو الدين الأكرم لانه الأجود والأوسط والأوزن فبين ماديه اليهود وروحانيه المسيحيه المفرطه .. منحنا الإسلام دستورا رحيما وعادلا..
واثناء دراستى للفلسفات الحديثه قابلت هيوم وجاديمر وهيجل .. وأعجبت بنظريه المعرفه وتحليله لملكتى المخيله والذاكره .. وبالطبع هدمه لنظريه السببيه التى كان الغزالى توصل اليها من قرون .. ومع جادمير قرأت كل شئ بشكل مغاير ومختلف ومتميز وفي هيجل كانت الصعوبه ولكنها الأجمل ففي جدله يعلمنا الرضا وكيف ان الحزن وهو الفكره سيتحول الى نقيضها وهو السعاده ثم ببراعه سيجتمع الإثنين وستنضج القناعه في المركب
الاعلى وكان هذا هو مثلث جدليه هيجل الذى فهمت به كل فلسفته..
وبعد خمس سنوات من الدراسه والبحث والتأمل ادركت ان هذا الطريق لم يُسلك الا ليبدأ وان مهمه تطهير العقول لم تقتصر فقط على سقراط ولكنها فرض عين على الكل ॥وان أثينا لم تكن البلد الوحيد المليئه بالسفسطائيين .. فكل منا في وقت ما كان بروتاجورس .. زعيم السفسطه ولكن من منا سقراط ؟؟
॥
كتبتها دكتوره جيلان صالح