طبكيريه 1-3
( دكان التبغ )
ترجمة : المهدى أخريف
لا أساوى شيئاً
ولن أكون ابداً لا شئ .
لا أستطيع أن أرغب فى أن أكون لا شئ
عدا هذا , أملك كل أحلام العالم فى دخيلتى ..
نوافذ غرفتى ,
غرفة واحد من هؤلاء الملايين فى العالم
لا أحد يعرف من هو
( وحتى لو عُرف , ماذا سيُعرف عنه ؟ )
نوافذ مطلة على غوامض شارع يجتازه الناس باستمرار
تطل على شارع يصعب على الفكر ارتياده
واقعى , واقعى حتى الاستحالة , واضح بطريقة لا تخطر على البال
بغوامض الأشياء تحت الأحجار والكائنات
بغوامض الموت الذى يُخزّز الحيطان
ويزرع البياض فى شعور الرجال
بالمصير الذى يقود الكل فى عربة اللاشئ
أنا اليوم مهزوم كما لوكنت أعرف الحقيقة
صاح كما لو كنت على وشك الموت
لا أخوة مع الأشياء لدى أكثر من
أخوة وداع فيما هذا المنزل وذلك الجانب من الشارع
يغدوان صفاً من عربات قطار
صفارة ممتدة داخل جمجمتى
رجة فى أعصابى وطقطقة
فى عظامى لحظة الإقلاع
أنا اليوم مبلبل الخطر كمن فكّر فوجد ثم نسى كل شئ
أنا اليوم موزع بين انحيازى
للطبكيرية المقابلة كشئ واقعى من الخارج
وبين الإحساس بأن كل شئ هو مجرد حلم
بوصفه شيئاً واقعياً من الداخل
أخفقت فى كل شئ
ولما لم يكن عندى أى هدف من أى نوع فقد بات كل شئ
غير ذى قيمة لدى
ما لقنونى إياه
قذفت به من النافذة الخلفية .
لقد ذهبت إلى الحقول تحدونى غايات كبيرة
وجدت أشجاراً وأعشاباً فحسب
والناس الذين كانوا هناك كانوا مثل الآخرين .
أترك النافذة مفتوحة وأجلس على كرسى .. فيم ينبغى أن أفكر ؟
ماذا أستطيع أن أعرف عما سأكون أنا الذى لا أعرف من أكون ؟
أن أكون ما أفكر فيه ؟ أفكر أن أكون أشياء عديدة !
وهناك الكثيرون يفكرون أن يكونوا ذلك الشئ نفسه الذى لا يمكن للكثيرين أن يكونوه .
أعبقرى أنا ؟ فى هذه اللحظة ثمة
مئة ألف دماغ تؤمن مثلى بأحلام عبقرية
ومن يدرى هل سيحفظ التاريخ حلماً واحداً منها
وهل سيبقى غير الزبل للعديد من الغزوات المستقبلية
كلا .. لا أومن بنفسى
فى كثير من المارستانات يوجد مجانين كثيرون ذوو يقينيات كثيرة
وأنا الذى لا أملك أيا منها . أأكثر تأكداً من الأشياء أم أقل ؟
كلا , لا أومن بنفسى
أليس ثمت فى كثير من غرف السطوح وغيرها
نبغاء لأنفسهم فى هذه الساعة يحلمون ؟
كم من تطلعات رفيعة ونبيلة وصاحية
- إن كانت حقاً رفيعة ونبيلة وصاحية -
ربما قابلة للتحقيق
لن ترى أبداً نور الشمس الفعلية ولن تصل إلى آذان الناس ؟
العالم مخلوق لمن ولدوا كى يمتلكوه
لا لمن يحلم بأنه قادر على امتلاكه ,
ولو كان على صواب
لقد حلمت بأكثر مما حلم به نابليون نفسه
ضممت إلى صدرى المفترض إنسانيات
أكثر مما ضم المسيح
شيدت فى السر فلسفات أكثر من كل ما كتب أى كانط .
لكن كنت وسأكون دائماً مجرد ساكن غرفة فى سطح
ولو لم أعش فيها ..
سأبقى دائماً من لم يُخلق لذلك
سأبقى دائماً ذلك الذى امتلك بعض المزايا
سأكون دائما ذلك الذى توقع أن يفتحوا له باباً فى جدار بلا باب
والذى غنى ترنيمة اللانهائى فى خُم الدجاج
الذى سمع صوت الله فى بئر مغلقة .