بسم الله
" فأما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض "
صدق الله العظيم
ياسالك هذا الدرب وكم كنت له حالما
هنيئا لك بالعلم وانت فيه سالما
حقا وهو علم العلوم وامه وللفقه خادما
تحياتى معطرة بالشوق والحب لك دائما
ياروحي وكيف لك وانت بالحق وللحق متبنيا
*##*
المبحث الاول الفلسفه والعلم
كما سبق وقلنا ان هناك اتفاق وعلاقه تبادل مؤثرة ومتكامله بين العلوم كلها والفلسفه ...وعلى الرغم من انفصال الفلسفه عن بقيه العلوم الاخري الا انه هناك مواطن تلاقي وعلاقات تبادل بين الجانبين .....ولما وجدنا انه من الضروري بيان الاهميه التى كانت تمثلها الفلسفه قبل انفصالها عن بقيه العلوم وان كانت مازالت تمثل اهميه لكن كى نكون موضوعين في حديثنا فهي لم تعد كما كانت في الماضي ام العلوم وهذا ليس تقليلا من شانها لكن هذه هي الحقيقه التى نامل في اعادة النظر فيها ووجدت انه من الحكمه ان نرجع الى التاريخ البشري منذو قديم الزمان لوجدنا مايلي....
- الفلسفه والعلم
قد يتسال البعض مالفرق بين الفلسفه والعلم وان كانت الفلسفه بطبعها تختلف عن العلم فلماذا كانت علم العلوم وان لم يكن هناك اختلاف فلماذا تم الفصل بينهم وقد يتبادر الى الذهن احيانا اذا صدف وجمعنا هذا السؤال هل هناك فعلا روابط اتفاق واختلاف بين الفلسفه والعلم ؟
لكن ...قبل ان نجيب يجب علينا ان نعرف ونجعل تلك المقوله قاعده اساسيه " الفلسفه هي المعرفه ولكن من المستحيل ان نوحد بين هذه المعرفه وبين المعرفه العلميه " وهذا معناه اننا من المستحيل ان نجمع بين الفلسفه = العلم ولكن يمكننا القول باان الفلسفه هي المعرفه ويمكننا ان نقرب بين هذه المعرفه وبين المعرفه العلميه "...لم نقل انه من المستحيل ان نقرب بل قلنا نستحيل ان نوحد وذالك يؤكد انه حتما يوجد اختلاف وان كان طفيفا فالفلسفه نسيج مستقل عن بقيه المعارف وان كانت قديما لم تحظ بهذا الاستقلال
- الفلسفه والعلم قديما
اذا عدنا للحظه الى الماضي او نظرنا الى تاريخ الفكر البشري لوجدنا انه تطور الفلسفه قد ارتبط بحد كبير بتطور العلم ولو اننا رجعنا الى بعض محاورات افلاطون لتحققنا من ان اكتشاف الفيثاغوريين لبعض الحقائق الرياضيه كان اصلا من الاصول العامه التى صدرت عنها نظريه افلاطون ف المثل وان فلسفه ديكارت كانت مدينه بالكثير من اصولها لما وصل اليه العلم على يد جاليليو وبعض معاصريه وهكذا الحال بالنسبه لهيوم وكانط والعلاقه بين الفلسفه والعم يمكن ان نرصدها في مرحلتين اساسيتين
1- المرحله الاولي الفلسفه بوصفها علم العلوم " ام العلوم " فلم يرق اليونانيون القدما بين الفلسفه والعلم اذا ان معني الفلسفه عندهم هى ام العلوم ..نعم ...نجد ايضا الفيلسوف حينها كان عالما
طاليس اول الفلاسفه كان عالما طبيعيا ورياضيا
افلاطون كان يميل الى الهندسه حتى انه اعتبر ان الرياضيات اساس التفلسف وكتب عل باب اكاديميته عبارة مفاداها " من لم يكن مهندسا فلا يدخل علينا "
فيثاغورس كان رياضيا ...وتعد مؤلفات ارسطو دائرة معارف تشمل كافه العلوم ...حتى انه كان عالما في الاحياء وله ابحاث عديدة في الطبيعه - الجيلوجيا - والفللك والظواهر الجويه والبيولوجيا النفس والمعرفه ...الخ
فصار من الامور المجمع عليها هو ان ميلاد التفكير الفلسفي كان يعني ميلاد العلم بمنهجه الدقيق
حتى كان القصد من الفلسفه والتفلسف في ذالك الوقت محاوله لتجاوز التفسيرات السطوريه والخرافيه للظواهر الطبيعيه للوصول الى تفسير يستند على الدس العقلي والفرض العلمي والملاحظه الاستقرائيه
تطابق مفهوم العلم والفلسفه منذو بزوغ التفكير الفلسفي بل ذهب مؤرخى الفلسفه الى انه قد بلغ اقصي مداه وغايته مع المدرسه الذريه فنحن نعلم انه بدا اهتمام الانسان منذو بدء الخليقه بما يحدث حوله من ظواهر ولم يلتفت الى هذا الكائن البشري كيف خلق وماذا يعنى الخير والشر او الفضيله والرذيله ...فقد كان كل اهتمامه ينصب عل الظواهر الطبيعيه التى كانت تحدث من حوله وايجاد تفسير لها ......فقد كان يدفعه هذا الى تفسيرات غيبيه وخرافيه اما لخوفه من مواجهتها فيرجعها لقوى غيبيه او او لانه لايجد لها اى تفسير .....فقد كان يفسر مثلا ظاهره البرق والرعد عل انها غضب الاله ومن ثم يتوجب علينا ان نقدم لها القرابين لكى نضمن الامن والامان .ونجد ان هذه المرحله من الفكر البشري " تاريخ التفكير الاجتماعي " يطلق عليها في الفلسفه المرحله الكونيه وعل الرغم من الخرافه والتفسيرات الغيبيه التى توجدت فيها الا انها كانت تمثل البدايات الاولى نحو استقلال الفكر يذاته ثم اخذت هذه المرحله ينقسم الى مراحل فرعيه اخري مرورا ببعض المدارس منها المدرسه الذريه التى فيها فهم الكون والحركه في ضوء نظريه ماديه خالصه وقد حررتها لدرجه كبيرة من اثار الفكر الاسطورى ....ثم مرحله الانسانيه والا نثربولوجيه وهى من ابرز المراحل حيث انتقلت فيها بؤرة الاهتمام من دراسه الظواهر الطبيعيه الى دراسه الموجود البشري الانسانى نفسه ومن هنا اتخذ العلم طابعا انسانيا انثربولوجيا ثم المرحله المذهبيه والنسقيه ثم الدين واوربا ف العصور الوسطى يتبعها عصر التنوير والثورة الديكارتيه ثم مرحله عالمنا المعاصر فى طور التكنولوجيا والمعلوماتيه .....
واذا عدنا للنقطه الرئسيه للموضوع والارتباط الوثيق بين الفلسفه والعلم فقد ظل هذا الاتصال سائدا طوال العصور الوسطي في الشرق والغرب وقد ابدع فلاسفه الاسلام في علوم شتى وخاصه في عصور اوربا المظلمه عندما كانت تعانى جهلا وتحت سيطرة الكنيسه التى كانت تساهم بشكل كبير في المعرفه الانسانيه ...
فقد برع الفارابي في الموسيقي واشتهر ابن سينا في الطب والصيدله ....ابن رشد في الفقه والفلسفه والطب ايضا
ولكن ... لم يبدا انفصال الفلسفه عن العلوم الا في العصر الحديث ومع نمو المعرفه الانسانيه اخذت بعض الميادين تستقل وتتميز .....
وعلى الرغم من هذا الانفصال الا انه لم يكن واضحا بعد ....فكما هو الحال الطبيعي عقب حدوث تغير او ثورة عل سبيل المثال لا يتغير كل شئ بيت يوم وليله بل لابد ان ياخذ فترة طويله حنى يحدث التغير على كافه المجالات ...فنجد انه استمر اسم الفلسفه يتداخل مع اسم العلم ...مثلا ديكارت عندما جمع بين الفلسفه الطبيعيه والعلم عندما ادخل كلا من الفيزياء والميكانيكا والطب ضمن العلوم الفلسفيه او ماسماه بشجرة الفلسفه وكذالك نيوتن الذى كان له الفضل الاكبر في وضع المبادئ الاساسيه لعلم الطبيعه لم يفرق بين الطبيعه والفلسفه فقد اطلق على كتابه في الميكانيكا اسم المبادئ الرياضيه للفلسفه الطبيعيه ......ويمكننا ان نقول ان هذا الانفصال لم يكن واضحا الا مع ظهور فرنسيس بيكون ووضع اسس المنهج التجريبي الحديث ومهد بهذا استقلال العلم عن الفلسفه..... فقد كانت اهميه كتابه " الاورجانون الجديد " الذي نشره عام 1620متضمنا المعالم الرئيسيه لمنهجه العلمى قاصدا منه ان يحل محل الاورجانون الارسطى الذى عده مسئولا عن تجميد الفلسفه مايقرب من الفي عام .....ومن الجدير بالذكر هنا ان الخطوة الاولى عند بيكون كانت تحرير العقل وتنقيته من التصورات الخرافيه السابقه ....
المرحله الثانيه : هى استقلال العلم عن الفلسفه
يذهب الكثيرون الى ان بدايه استقلال العلم عن الفلسفه كانت منذو ظهور فرنسيس بيكون الا انه هناك اتجاه اخر يرى ان بذور هذا الاستقلال اقدم من هذا التاريخ بكثير ويرجعونه الى العصر اليونانى حيث استقلت الرياضيات على يد اقليدس وارشميدس وفى العصر الاسلامى عندما تكونت علوم كثيرة على يد المسلمين ...ظهور علم الكيمياء على يد جابر بن حيان الذى عاش في اواخر القرن الثالث الهجرى التاسع الميلادى وعلم الجبر على يد الخوارزمى وعلوم الطبيعه على يد الحسن بن الهيثم
وشهدت العصور الوسطى في اوربا حركات انشقاق كبيرة عن العلوم الفلسفيه انفصل علم الطبيعه على يد جاليليو وعلم الكيمياء على يد لافوازيه وعلم الاحياء على يد كلود برنارد ثم شهد القرن العشرين انفصال كل من علم النفس والاجتماع ويعد اول من استخدم كلمه scienceبالمعنى التجريبي المتعارف عليه هو المجمع البريطانى للتقدم العلمي الذى انشئ عام 1831 وحرص على استبعاد الفلسفه والعلوم النظريه المجردة الخالصه واكتفي بالعلوم الطبيعيه التى تقوم على منهج البحث العلمي التجريبي ...فنجد انه قد تحولت تدريجيا بعض المشكلات الفلسفيه- وان لم تكن بعضها -الى علم مستقل فكما نعرف مشكله طبيعه الحياه كان الفلاسفه قديما يفسرون الحياه بروح تدخل الجسم عند تكوينه وتخرج منه عند الوفاه اما الان فالعلم الحديث يفسرها في حدود علم الكمياء الحيويه ولذالك نجد ان كلمه علم بالمعنى الحديث لم يستقر الا في القرن التاسع عشر
ومنذو ان بدا العلم ينفصل عن الفلسفه اخذت الفجوة تتسع بينهما وتتمايز المعرفه العلميه عن المعرفه الفلسفيه ....
وللحديث بقيه
المحاضرة الجايه هتكون عن معنى وهدف العلم واوجهه الاختلاف والاتفاق بين العلم والفلسفه باذن الله
تحياتى
" فأما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض "
صدق الله العظيم
ياسالك هذا الدرب وكم كنت له حالما
هنيئا لك بالعلم وانت فيه سالما
حقا وهو علم العلوم وامه وللفقه خادما
تحياتى معطرة بالشوق والحب لك دائما
ياروحي وكيف لك وانت بالحق وللحق متبنيا
*##*
المبحث الاول الفلسفه والعلم
كما سبق وقلنا ان هناك اتفاق وعلاقه تبادل مؤثرة ومتكامله بين العلوم كلها والفلسفه ...وعلى الرغم من انفصال الفلسفه عن بقيه العلوم الاخري الا انه هناك مواطن تلاقي وعلاقات تبادل بين الجانبين .....ولما وجدنا انه من الضروري بيان الاهميه التى كانت تمثلها الفلسفه قبل انفصالها عن بقيه العلوم وان كانت مازالت تمثل اهميه لكن كى نكون موضوعين في حديثنا فهي لم تعد كما كانت في الماضي ام العلوم وهذا ليس تقليلا من شانها لكن هذه هي الحقيقه التى نامل في اعادة النظر فيها ووجدت انه من الحكمه ان نرجع الى التاريخ البشري منذو قديم الزمان لوجدنا مايلي....
- الفلسفه والعلم
قد يتسال البعض مالفرق بين الفلسفه والعلم وان كانت الفلسفه بطبعها تختلف عن العلم فلماذا كانت علم العلوم وان لم يكن هناك اختلاف فلماذا تم الفصل بينهم وقد يتبادر الى الذهن احيانا اذا صدف وجمعنا هذا السؤال هل هناك فعلا روابط اتفاق واختلاف بين الفلسفه والعلم ؟
لكن ...قبل ان نجيب يجب علينا ان نعرف ونجعل تلك المقوله قاعده اساسيه " الفلسفه هي المعرفه ولكن من المستحيل ان نوحد بين هذه المعرفه وبين المعرفه العلميه " وهذا معناه اننا من المستحيل ان نجمع بين الفلسفه = العلم ولكن يمكننا القول باان الفلسفه هي المعرفه ويمكننا ان نقرب بين هذه المعرفه وبين المعرفه العلميه "...لم نقل انه من المستحيل ان نقرب بل قلنا نستحيل ان نوحد وذالك يؤكد انه حتما يوجد اختلاف وان كان طفيفا فالفلسفه نسيج مستقل عن بقيه المعارف وان كانت قديما لم تحظ بهذا الاستقلال
- الفلسفه والعلم قديما
اذا عدنا للحظه الى الماضي او نظرنا الى تاريخ الفكر البشري لوجدنا انه تطور الفلسفه قد ارتبط بحد كبير بتطور العلم ولو اننا رجعنا الى بعض محاورات افلاطون لتحققنا من ان اكتشاف الفيثاغوريين لبعض الحقائق الرياضيه كان اصلا من الاصول العامه التى صدرت عنها نظريه افلاطون ف المثل وان فلسفه ديكارت كانت مدينه بالكثير من اصولها لما وصل اليه العلم على يد جاليليو وبعض معاصريه وهكذا الحال بالنسبه لهيوم وكانط والعلاقه بين الفلسفه والعم يمكن ان نرصدها في مرحلتين اساسيتين
1- المرحله الاولي الفلسفه بوصفها علم العلوم " ام العلوم " فلم يرق اليونانيون القدما بين الفلسفه والعلم اذا ان معني الفلسفه عندهم هى ام العلوم ..نعم ...نجد ايضا الفيلسوف حينها كان عالما
طاليس اول الفلاسفه كان عالما طبيعيا ورياضيا
افلاطون كان يميل الى الهندسه حتى انه اعتبر ان الرياضيات اساس التفلسف وكتب عل باب اكاديميته عبارة مفاداها " من لم يكن مهندسا فلا يدخل علينا "
فيثاغورس كان رياضيا ...وتعد مؤلفات ارسطو دائرة معارف تشمل كافه العلوم ...حتى انه كان عالما في الاحياء وله ابحاث عديدة في الطبيعه - الجيلوجيا - والفللك والظواهر الجويه والبيولوجيا النفس والمعرفه ...الخ
فصار من الامور المجمع عليها هو ان ميلاد التفكير الفلسفي كان يعني ميلاد العلم بمنهجه الدقيق
حتى كان القصد من الفلسفه والتفلسف في ذالك الوقت محاوله لتجاوز التفسيرات السطوريه والخرافيه للظواهر الطبيعيه للوصول الى تفسير يستند على الدس العقلي والفرض العلمي والملاحظه الاستقرائيه
تطابق مفهوم العلم والفلسفه منذو بزوغ التفكير الفلسفي بل ذهب مؤرخى الفلسفه الى انه قد بلغ اقصي مداه وغايته مع المدرسه الذريه فنحن نعلم انه بدا اهتمام الانسان منذو بدء الخليقه بما يحدث حوله من ظواهر ولم يلتفت الى هذا الكائن البشري كيف خلق وماذا يعنى الخير والشر او الفضيله والرذيله ...فقد كان كل اهتمامه ينصب عل الظواهر الطبيعيه التى كانت تحدث من حوله وايجاد تفسير لها ......فقد كان يدفعه هذا الى تفسيرات غيبيه وخرافيه اما لخوفه من مواجهتها فيرجعها لقوى غيبيه او او لانه لايجد لها اى تفسير .....فقد كان يفسر مثلا ظاهره البرق والرعد عل انها غضب الاله ومن ثم يتوجب علينا ان نقدم لها القرابين لكى نضمن الامن والامان .ونجد ان هذه المرحله من الفكر البشري " تاريخ التفكير الاجتماعي " يطلق عليها في الفلسفه المرحله الكونيه وعل الرغم من الخرافه والتفسيرات الغيبيه التى توجدت فيها الا انها كانت تمثل البدايات الاولى نحو استقلال الفكر يذاته ثم اخذت هذه المرحله ينقسم الى مراحل فرعيه اخري مرورا ببعض المدارس منها المدرسه الذريه التى فيها فهم الكون والحركه في ضوء نظريه ماديه خالصه وقد حررتها لدرجه كبيرة من اثار الفكر الاسطورى ....ثم مرحله الانسانيه والا نثربولوجيه وهى من ابرز المراحل حيث انتقلت فيها بؤرة الاهتمام من دراسه الظواهر الطبيعيه الى دراسه الموجود البشري الانسانى نفسه ومن هنا اتخذ العلم طابعا انسانيا انثربولوجيا ثم المرحله المذهبيه والنسقيه ثم الدين واوربا ف العصور الوسطى يتبعها عصر التنوير والثورة الديكارتيه ثم مرحله عالمنا المعاصر فى طور التكنولوجيا والمعلوماتيه .....
واذا عدنا للنقطه الرئسيه للموضوع والارتباط الوثيق بين الفلسفه والعلم فقد ظل هذا الاتصال سائدا طوال العصور الوسطي في الشرق والغرب وقد ابدع فلاسفه الاسلام في علوم شتى وخاصه في عصور اوربا المظلمه عندما كانت تعانى جهلا وتحت سيطرة الكنيسه التى كانت تساهم بشكل كبير في المعرفه الانسانيه ...
فقد برع الفارابي في الموسيقي واشتهر ابن سينا في الطب والصيدله ....ابن رشد في الفقه والفلسفه والطب ايضا
ولكن ... لم يبدا انفصال الفلسفه عن العلوم الا في العصر الحديث ومع نمو المعرفه الانسانيه اخذت بعض الميادين تستقل وتتميز .....
وعلى الرغم من هذا الانفصال الا انه لم يكن واضحا بعد ....فكما هو الحال الطبيعي عقب حدوث تغير او ثورة عل سبيل المثال لا يتغير كل شئ بيت يوم وليله بل لابد ان ياخذ فترة طويله حنى يحدث التغير على كافه المجالات ...فنجد انه استمر اسم الفلسفه يتداخل مع اسم العلم ...مثلا ديكارت عندما جمع بين الفلسفه الطبيعيه والعلم عندما ادخل كلا من الفيزياء والميكانيكا والطب ضمن العلوم الفلسفيه او ماسماه بشجرة الفلسفه وكذالك نيوتن الذى كان له الفضل الاكبر في وضع المبادئ الاساسيه لعلم الطبيعه لم يفرق بين الطبيعه والفلسفه فقد اطلق على كتابه في الميكانيكا اسم المبادئ الرياضيه للفلسفه الطبيعيه ......ويمكننا ان نقول ان هذا الانفصال لم يكن واضحا الا مع ظهور فرنسيس بيكون ووضع اسس المنهج التجريبي الحديث ومهد بهذا استقلال العلم عن الفلسفه..... فقد كانت اهميه كتابه " الاورجانون الجديد " الذي نشره عام 1620متضمنا المعالم الرئيسيه لمنهجه العلمى قاصدا منه ان يحل محل الاورجانون الارسطى الذى عده مسئولا عن تجميد الفلسفه مايقرب من الفي عام .....ومن الجدير بالذكر هنا ان الخطوة الاولى عند بيكون كانت تحرير العقل وتنقيته من التصورات الخرافيه السابقه ....
المرحله الثانيه : هى استقلال العلم عن الفلسفه
يذهب الكثيرون الى ان بدايه استقلال العلم عن الفلسفه كانت منذو ظهور فرنسيس بيكون الا انه هناك اتجاه اخر يرى ان بذور هذا الاستقلال اقدم من هذا التاريخ بكثير ويرجعونه الى العصر اليونانى حيث استقلت الرياضيات على يد اقليدس وارشميدس وفى العصر الاسلامى عندما تكونت علوم كثيرة على يد المسلمين ...ظهور علم الكيمياء على يد جابر بن حيان الذى عاش في اواخر القرن الثالث الهجرى التاسع الميلادى وعلم الجبر على يد الخوارزمى وعلوم الطبيعه على يد الحسن بن الهيثم
وشهدت العصور الوسطى في اوربا حركات انشقاق كبيرة عن العلوم الفلسفيه انفصل علم الطبيعه على يد جاليليو وعلم الكيمياء على يد لافوازيه وعلم الاحياء على يد كلود برنارد ثم شهد القرن العشرين انفصال كل من علم النفس والاجتماع ويعد اول من استخدم كلمه scienceبالمعنى التجريبي المتعارف عليه هو المجمع البريطانى للتقدم العلمي الذى انشئ عام 1831 وحرص على استبعاد الفلسفه والعلوم النظريه المجردة الخالصه واكتفي بالعلوم الطبيعيه التى تقوم على منهج البحث العلمي التجريبي ...فنجد انه قد تحولت تدريجيا بعض المشكلات الفلسفيه- وان لم تكن بعضها -الى علم مستقل فكما نعرف مشكله طبيعه الحياه كان الفلاسفه قديما يفسرون الحياه بروح تدخل الجسم عند تكوينه وتخرج منه عند الوفاه اما الان فالعلم الحديث يفسرها في حدود علم الكمياء الحيويه ولذالك نجد ان كلمه علم بالمعنى الحديث لم يستقر الا في القرن التاسع عشر
ومنذو ان بدا العلم ينفصل عن الفلسفه اخذت الفجوة تتسع بينهما وتتمايز المعرفه العلميه عن المعرفه الفلسفيه ....
وللحديث بقيه
المحاضرة الجايه هتكون عن معنى وهدف العلم واوجهه الاختلاف والاتفاق بين العلم والفلسفه باذن الله
تحياتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق