بسم الله
" والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون"
معني وهدف العلم
يتشير كلمه علم الى انها طريقه منظمه في البحث
بحث عن – الاشياء – عن التفسيرات – عن القوانين ....الخ – لكنه يتم بصورة منظمهذالك لان التفكير العلمي يعتمد على المنهج العلمي وبناء على ذالك فهناك معني اخر للعلم وهو " تفسير منهجي يقوم على تنظيم المعرفه وتصنيفها " في حين اننا نستخدم المنهج ايا كان – منهج علمي – فلسفي تأملي – تاريخي – جدلي ...الخ " الا ان هذه الطريقه المنظمه في البحث والملاحظه والتجربه لا تتم الا عن طريق استخدام المنهج ...
اول مايتبادر الى الذهن عند سماع كلمه علم هو اننا نقصد " علم الاحياء – العلوم التجريبيه – الفيزياء – الطبيعه – الكيمياء وفروعها " وبما ان كل هذه العلوم تعتمد في صياغه ابحاثها على الرياضيات فااحيانا تضم اليها الرياضيات وتسمي المجموعه بااسم " العلوم الفيزيائيه الرياضيه "
وعلى الرغم من ان – دراسه الانسان علم- والاجتماع علم – والتاريخ علم – والانثربولوجيا علم – والاقتصاد علم- والسياسه علم – والفلسفه ام العلوم ...الا ان كل هذه العلوم لا تأتى مياشره الى اذهاننا عند سماع كلمه علم ...في حين ان كل العلوم هي الحس المشترك نفسه ..حتى انه في ايامنا الحاليه كثيرا مانسمع تصنيفات – علمي ولا ادبي –
اما عن هدف العلم
فكان قديما يهدف الى الكشف عن العلل والاسباب ..بمعني انه اذا حصل مثلا ظاهره معينه وعجزنا ان نجد لها تفسيرا فنقوم بالبحث عن عله هذه الظاهره ...
بصرف النظر عن ان هدف الانسان القديم كان ينصب بالدرجه الاولي على فهم العالم الخارجي ومايدور حوله من ظواهر ...فاانه اذا وجد سبب لهذه الظاهره ويتقبله عقله – الخرافي البدائي – او يرجع هذه الظاهره الى آلهه معينه ..وان جاز لنا القول لقلنا انهم اتخذوها نفسها آلهه...
وكان الكشف عن الاسباب هذه حينها علما ...حتى اننا نجد ان الكشف عن العلم ارتبط بالكشف عن القوى الكامنه والخفيه وراء الظواهر ..الى ان جاء هيوم وقدم لنا نقده لفكر العليه في القرن الثامن عشر وقال " ان الانسان لا يستطيع ان يكتشف القوى المجهوله في الاشياء او الظواهر بل كل مايستطيع ان يصل اليه هو معرفه الروابط القائمه بين هذه الظواهر ....بمعني انه الانسان القديم مثلا كان يري حدوث ظاهره البرق والرعد ويرجعها الى قوة عليا خفيه ومرتبطه بالالهه...
وعندما جاء هيوم ونقد هذه الفكرة قال انه ليس في استطاعتنا معرفه القوى العليا المجهوله ..ذالك لانها تتعدي قوة ومعرفه العقل ...فمثلا دل مانرجع ظاهره البرق والرعد وتتابعهم وراء بعض ..فنقول ان هذه الظاهره تحدث نتيجه لتفريغ الشحنات الكهربائيه غير المتجانسه بين الاجزاء العليا والسفلي من السحب ...
عل كل حال...
لم يعد هدف العلم لعد ذالك هو البحث عن قوى غامضه بل هدفه البحث عن مجموعه العلاقات او الروابط القائمه بين الظواهر واطلقو عليه اسم " القانون " واصبح بعد ذالك الهدف من العلم هو الكشف عن القانون لا عن العله ومع التدريج اصبح العلم يهتم شيئا فشئ بالحدود التى يجب ان يقف عندها القانون حتى لايتعدى الخط المسموح به في البحث العلمى ذالك لانه اذا تعداه سوف يدخل في دائره اخري غيبيه يعجز العقل عن فهمها ووجود اسباب لها " – وهذه دائرة الميتافيزيقا-
ومن ثم اخذ العلماء يفطنون الى ان البحث العلمى ليس كله بحث عن المتصل او القانون المتصل بل هو بحث عن المنفصل ....
كذاااالك اتجه العلماء الى البحث عن الطاقه التى في الماده بدلا من البحث عن قوى المادة واهتمو اكثر بفاعليه المادة التى لا تظهر للعين المجرده باعتبارها تتكون من ذرات نوويه والكترونيات ...
وكان القرن العشرون متوجا بحصاد علمى لم يشهده من قبل فقد تفجرت فيه الطاقه التقدميه للعلوم الطبيعيه وفاقت كل مجالات التقدم العلمى ومجرد ان انتهي النصف الاول قيل ان اكثر من ثلاثه ارباع الفيزياء المعروفه لنا الان قد انتجها هذا القرن ....وفي النصف الثاني تضاعف هذا الانتاج ومازال يتضاعف ولحقت بالفيزياء – وهي العلم الطبيعي الام- بقيه افرع العلوم الاخري ..ونشأت فروع اخري ولا تزال تنشأ...
اما عن اوجه الاختلاف بين العلم والفلسفه
يمكن حصرها في نقطتين
1- المنهج 2- الموضوع
فالمنهج العلمي الذى تستخدمه العلوم الطبيعيه يختلف تماما عن المنهج التأملي التحليلي الذى تستخدمه الفلسفه ...كما ان هدف كل منهج يختلف ايضا بالتاكيد ..فنجد ان المنهج العلمي يستخدم للوصول الى قانون علمي ثابت ويستخدم في ذالك خطوات علميه دقيقه
1-لي تلك الخطوات جمع اكبر عدد ممكن من الوقائع او الظواهر التى تتصل بموضوع البحث وهذه المرحله يطلق عليها " مرحله جمع الوقائع
2- يقوم العالم بعدها بتصنيف الظواهر في ابواب وتمسي مرحله " التصنيف والتعريف"
3- في المرحله الثالثه يقوم العالم بالربط بين الظواهر ويضع فرضا لتفسير مسار هذه الظواهر وبتكون " مرحله الفرض العلمي "
4- ثم يقوم العالم بعدها بااختبار وامتحان الفرض العلمي عن طريق التجربه ...اى استخدام المنهج العلمي ولذالك قيل ان التجربه هي الوسيله الاساسيه للتحقق من صحه الفروض وقيل ان الفرض تفسير مؤقت للظاهره
5- بعد ذالك اذا نجح الفرض وتم التأكد من صحته حينها يصبح قانون علمي ثابت غير قابل للشك ...وان لم يتم التأكد من صحته فيتم هدمه ....
اما في الفلسفه فنجد ان المنهج التأملي التحليلي لا يقتصر على مايشاهده بل يحاول ان يتفهمه ويتعقله وهو من حيث منهج فلسفي فهو يبحث عن العلل القريبه مثل العلم ....بل يمضي لأبعد من ذالك بحثا عن عله اولى وغايه بعيده ..- عاده ماتوصل الى الميتافيزيقا-
مثاااال ,,,بحث عن عله الوجود اجمالا او ,,, تفسير الحياه كلها
فهو حتى في بحثه عن القيم يهتم بالتوصل الي قيمه عليا مطلقه .....
من جانب اخر نجد ان المنهج في الفلسفه غير موضوعي ذالك لان الفلسفه في حد ذاتها – ذاتيه – ووجهات نظر تصيب وتخطئ
فلااااااااا يمكن ..لاااااااااا يمكن.... لاااااااااا يمكن ان نرتقي في ميدان البحث الفلسفي الى مستوي الموضوعيه او الحياد ...
اما العلم فنجد ان الموضوعيه هي سمه اساسيه وهامه للبحث العلمي بل والتفكير العلمي المنظم ...فهو يقوم بالبحث في موضوع الى موضوع الى موضوع دون ان تتدخل بالذات في موضوع بحثها ...
حتى انه من اسباب الوقوع في الخطأ في التفكير العلمي او الملاحظه او التجربه هو تدخل الاهواء والميول والرغبات الشخصيه للباحث او المجرب في الظاهره المراد بحثها .....
ففي العلم ننتقل من الموضوع الى الموضوع
اما في الفلسفه ننتقل من الموضوع الى الذات اى من العالم الخارجي الى العالم الخاص بنا – ذاتنا –
ومن هنا اختلفت الفلسفه عن العلوم الاخري في حيث انها تشمل على مواقف خاصه ووجهات نظر شخصيه لا تحتمل التحقق العلمي الذى نجريه على المشاكل العلميه ونحصل بصددها على حلول يقينيه حاسمه وهذا يعني انه يمكننا التوصل الى اجبابات قاطعه بصدد مشكلات الفلسفه
اما من ناحيه الموضوع :-
نجد ان العلم يدرس المحسوسات ليضع القوانين العامه التى يفسرها واذا اخذنا العلم الفيزيائي على سبيل المثال فاان موضوعه يقوم على الكم والقياس ....مثال ذالك قياس سرعه الصوت والضوء ...والعلم يختار ظاهرته خاصه بالكون والانسان ويبحث عن الصفات المشتركه بينهما للتوصل الى استخلاص القانون العام الذي يتيح له السيطرة عليها ....
اما الفلسفه نجد انه ينصب في الدرجه الاولي على دراسه المعقولات ولا يقبل القياس او التقدير الكمي ....بل هناك في مباحث الفلسفه مايتجاوز الواقع ويحاول وضع المثل العليا التى تعبر عما ينبغي ان يكون ...بمعني ان هناك في مباحث الفلسفه مايتجاوز الواقع ويحاول وضع المثل العليا التى تعبر عما ينبغي ان يكون ...بمعني انها مثلا تدرلاس علم الاخلاق فنقول مثلا ان الصدق والامانه والكرم وحسن الخلق هى الصفات التى ينبغي ان يتصف بها المسلم .....وعل كل حال فانه على الرغم من الاختلاف في الموضوع الا اننا ايضا نجد الاستعانه بالكشوف العلميه الحديثه قد اصبحت قاعده التفكير الفلسفي الحديث ...و عل الرغم من الاختلاف في المنهج العلمي والمنهج الفلسفي ايضا ...الا ان كلااهما منهج نقدي بمعني اننا في كلا المنهجين لابد لنا من ان نتجنب اراء السابقين والاهواء الذاتيه والاحكام الشرعيه بهدف الوصول الى النتائج الصائبه
وهذا ماقصده بيكون عندما ذكر لنا الجانب السلبي من منهجه ......" اوهام العقل " وما ذكرة ديكارت في القاعده الاولى من منهجه عندما حثنا على تجنب التسرع وعدم التشبث بالاحكام السابقه
وكذااااااااااااااالك بقيت بينهما – العلم والفلسفه – نقطه عريضه للاتفاق وهى التجريد والتعميم....
والله اعلي واعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق