الاثنين، 7 مارس 2011

صناعه الغيبوبه



صديقتى سلفيه ..لكنها حازت وببراعه على لقب استاذه الفهم الخاطئ للدين ..فهي تقيس اى علم او دراسه بمقياس غريب نوعا ما .. فالعلم الصحيح الذى سينجينا من النار هو كل علم يذكر فيه الله .. اما اى علم اودراسه او بحث اخر في مجال اخر ايا كان فما هو الا اجره الوصول لجنهم وبئس المصير ..

فقد قالت لي يوما وانا اعاتبها لتقصيرها في دروسها وعدم إنتظامها في الحضور ..ان كل ما ندرسه ليس له قيمه وأغلبه كفر ولا ينطبق عليه حديث النبي محمد عليه الصلاه والسلام " اطلبوا العلم ولو في الصين "

كانت رده فعلى سلبيه ومن حقي ..فقد صدمت رغم علمى ان الصين بلد شيوعي وان العلم الذى لديها بالتأكيد لن يكون علماً يتحدث عن الله

الله الذى نعرفه ونقدسه ونحمده على كل مكان وضعنا فيه

الله الذى من أجله نتعلم وندرس ونطلب العلم ولو في الصين

..

ان يكون هناك اناس بهذا الشكل ويفكرون بهذا المنطق ..منطق الغباء ..كارثه بحد ذاتها خاصه وان كان من أمة إقرأ .. التى وبالمناسبه لم يأمرها الله بان تقرأ في الشريعه ولا تقرأ في الشعر .. او لا تدرس الطب ولا تتفكر بالفلسفه ولا ترتقي بالروح عن طريق الأدب .. وان تكتفي بالإعتكاف في المسجد وحفظ كتب السيره والفقه والقرآن ..

هذه الكارثه واعنى الفهم الخاطئ للدين والذى نراه في عقول مظلمه لاُناس كثيرون قد يكونوا بنفس البيت او الحجره التى نسكنها .. لا تقل حزنا عن قضيه العلم الأعلى والعلم الأسفل

منذو متى كان العلم فيه سفلي وعلوى ؟؟ اتذكر ان الله قال ان فوق كل ذى علم عليم ولم يقل فوق كل علم علم أعلى ..

دخولك كليه الطب بمجموع خرافي لا يبرهن إطلاقا انك تستحق هذا العلم وإن كان قيمته تكمن فقط في دراستك للمعجزة الإلاهيه الحيه التى نشهد مولودها كل لحظه ودقيقه وهي الإنسان ..

ودخولى كليه الأداب لدراسه الفلسفه لا يعني إطلاقا انى امتلك شخصيه تافهه او انى صاحبه اكبر مجموع تعبان ومخى اجوف تماما ..

فدراسه الفلسفه وفهمها فهما صحيحا إنجاز فهي تفتح لك طرق كثيره لنضوج عقلك ونمو فكرك حتى انها تساعدك على إتساع طرق بحثك وتحليلك

ان تعيش في مجتمع رجعى يعانى من كل هذه الخرافات لابد و ان تستنتج جيدا ان هذا المجتمع يجب ان يعانى ويلات من الجهل والتخلف والإنحطاط الإيمانى والعلمى وبالتأكيد الفهم الخاطئ للدين ..

وإعلموا يا ساده ان الله لن يغيركم إلا عندما تغيروا حفاضات عقولكم بشئ صالح للإستخدام لمده اطول وهو الفكر

وان الدكتور هو الدكتور بمجاله .. وان العلم الأعلى هو العلم الذى نسعي إليه بنيه كبيره وهي خدمه الإسلام وإقتصارنا على كل علم يذكر فيه الله ورمي كل علم آخر لانه يفتقر الجانب الإيمانى او لانه علم غربي بحت ينافي تماما مافعله النبي في غزوة الخندق عندما أخذ بفكر سلمان الفارسي رضي الله عنه في حفر الخندق وهي فكره فارسيه لم يكن الله أوحى بها للنبي او نزل بها نص قرآنى ..

ان نحصر العلم في الشريعه والفقه والحديث كمن يحصر الإيمان بأكمله في المسجد ويمنعه من إصلاح المجتمع وتعمير الكون وإنشاء حضاره عامله ومتعلمه ومتحضره وإيمانيه ..

الفهم الصحيح للإسلام هو ان نعلم ان الإسلام الحق هو الذى يشق شارعا ثقافيا ويرسي قيما في التعامل ونماذج من الفن والفكر ..

الإسلام الحق هو الذى يريد ان ينهض بالإختراع والتكنولوجيا ولكن لغايات آخري غير التسلط والعدوان والغزو

الإسلام الحق هو الذى يحثنا عن التفكر والتحليل وإتباع إسلوب منهجي منظم لحل كافه مشاكلنا ..

ومن اجل تحقيق كل هذا إستخلفنا الله وأمرنا بالتعلم ..

ولما علم الله آدم ..علمه كل الأسماء ..وإن كان هناك علم أعلى لكان علم الأنبياء اولى بهذه التسميه لا علم كليه الطب ..

ومع ان هذا لا يعني أبدا إستخفافي بقيمه اى علم مهما كان ولكن لنضع كل شئ في مكانه الحقيقي لابد ان نعترف ان قيمه كل علم اولا بالنيه فلابد ان يحدث تغييرا في النفس ..وثانيا وهى الأهم بمدي تطبيقه في حياتنا اليوميه .. حتى وان كان التغير في طريقه تفكيرنا او اسلوب إستمتاعنا بالحياه ..

وأحسب نفسي من هؤلاء الناس الذين أعلوا من شأن العلم الذى يحصلونه بسبب روحانيته الكبيره ومدي تطبيقه الممتاز في الحياه ..

ففي نفس السنه التى صدمتنى فيها صديقتى السلفيه بوجهه نظرها الغير منطقيه .. كنا ندرس التصوف الإسلامي والإسلام السياسي وأيضا الفلسفات الحديثه .. وكان لكل منها أثرها على نفسي .. فقد استنتجت من دراستى للإسلام السياسي ان كل علم حلال اذا اخذنا منه مايتوافق مع شريعتنا وتركنا كل ما يخالفها .. واننا لكى نواكب العصر لابد من الدرايه بكل علوم العصر ..وان كل من يرفض الدوله الإسلاميه لانها دوله دينيه لم يفهم كلمه عمر بن الخطاب ولا ابي بكر الصديق عندما قالا " ان أسأت فقوموني وإن احسنت فأعينوني " وانه لا حكم إلهى في الإسلام ولا عصمه لحاكم انما هو حكم مدنى ديمقراطي يخطئ صاحبه ويرجح واننا الآن في أشد الحاجه لكتيبه تفهم الإسلام فهما صحيحا لتجدده وتقاتل خصومه بأسلحه العصر لا بأسلحه القرن الأول الهجري ..

وأخذت من التصوف دفعه إيمانيه رائعه ..فقد علمنى البصري كيف اتكيف مع الجوع وأستغله للرقي الى المستوي الإيمانى الملائكي ووصلنى ابن ادهم الى محبه الله وساعدنى الخركوشي على إيناس وحدتى ومن توبه القشيري رجعت الى الله وادركت ان التوبه هي ان تنسي ذنبك .. وفي رساله الغزالى اللدنيه توصلت الى ان العلم الأشرف هو علم الأنبياء ومن بعده علم الأولياء ..حتى اننى تعلمت كيف أصل لعلم على بن ابي طالب

فتعلمت صفاء القلب ورقي النفس ونور البصيره .. واقتنعت بزهد المشاعر وحلاوة بساطه العيش وعلو الروح بالعلم ..

وخرجت بمعادله احمد ربي كل يوم عليها وهى ان الدين الإسلامي هو الدين الأكرم لانه الأجود والأوسط والأوزن فبين ماديه اليهود وروحانيه المسيحيه المفرطه .. منحنا الإسلام دستورا رحيما وعادلا..

واثناء دراستى للفلسفات الحديثه قابلت هيوم وجاديمر وهيجل .. وأعجبت بنظريه المعرفه وتحليله لملكتى المخيله والذاكره .. وبالطبع هدمه لنظريه السببيه التى كان الغزالى توصل اليها من قرون .. ومع جادمير قرأت كل شئ بشكل مغاير ومختلف ومتميز وفي هيجل كانت الصعوبه ولكنها الأجمل ففي جدله يعلمنا الرضا وكيف ان الحزن وهو الفكره سيتحول الى نقيضها وهو السعاده ثم ببراعه سيجتمع الإثنين وستنضج القناعه في المركب

الاعلى وكان هذا هو مثلث جدليه هيجل الذى فهمت به كل فلسفته..

وبعد خمس سنوات من الدراسه والبحث والتأمل ادركت ان هذا الطريق لم يُسلك الا ليبدأ وان مهمه تطهير العقول لم تقتصر فقط على سقراط ولكنها فرض عين على الكل ॥وان أثينا لم تكن البلد الوحيد المليئه بالسفسطائيين .. فكل منا في وقت ما كان بروتاجورس .. زعيم السفسطه ولكن من منا سقراط ؟؟

كتبتها دكتوره جيلان صالح

الاثنين، 24 يناير 2011

الإسلام الجهــادى

عندما يصرح الساسه بالغرب أنهم لا يعادون الاسلام وانهم ليسوا ضد الإسلام كدين فإنهم يكونوا صادقين بوجه من الوجوه .. اذ لا مانع عندهم أبدا من ان نصلي ونصوم ونحج ونقضي ليلنا ونهارنا في التعبد والتسبيح والإبتهال والدعاء ولا مانع من ان نقضي حياتنا كلها في التوكل ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له ..فهم لا يعادون الإسلام الطقوسي اسلام الشعائر والعبادات ولا مانع عندهم في ان تكون لنا الآخره كلها فهذا امر لا يهمهم ولا يفكرون فيهم ..بل ربما شجعوا على التعبد والإعتزال وحالفوا مشا يخ الطرق الصوفيه ودافعوا عنهم .. فعدائتهم وحصومتهم هي للإسلام الآخر

الاسلام الذي ينازعهم السلطه في توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم اخري في التعامل ..الإسلام الذى ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركه الحياه ..الإسلام الذى يريد ان يشق شارعا ثقافيا آخر ويرسي قيما أخري في التعامل ونماذج من الفن والفكر ..الإسلام الذي يريد ان ينهض بالعلم والإختراع والتكنولوجيا من اجل غايات اخري غير الغزو والتسلط والعدوان

انه الإسلام السياسي ..

الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي الى الاصلاح الجماعى والحضاري والتعمير الكوني

هنا لا مساومه ولا هامش سماح بل هي حرب ضروس ..هنا سوف يطلق عليك الكل الرصاص بل ريما يأتيك الرصاص من قوي سياسيه داخل بلدك الإسلامي ذاته .. ولن يصبح للإسلام السياسي غلبه ولا صوت الا اذا انهار المعكسر الداخلى بالسوس الذي ينخر فيه بالداخل ...حينها سوف يفيق الكل ويكتشفون ان التكنولوجيا الهائله كانت مجرد بيت من الدمى واللعب المعدنيه والبلاستيكيه .. حينها سوف يدرك الكل ان الحضاره الغربيه كانت بلا روح وانها لم تكن تحمل بداخلها مقومات استمراريتها .. فالإسلام لدي الغرب نعم للعقيده .. لا للشريعه

الإسلام لدى الغرب نعم لتطبيق شرائع الله .. ولا لتدخل المسلمين بالسياسه ..

والمعركه مازالت دائره والرايه هذه المره هي الإسلام ..نكون او لا نكون ..فإن خروج الإسلام من الحياه وانحصاره في المسجد ثم يعقبه خروجه من المسجد ثم هزيمته الكامله ..

والحق الذي لا مراء فيه هو ان الإسلام لا يمكن ان يكون خصما للديمقراطيه .. فالديمقراطيه هي

" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "

" انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر"

" ماانت عليهم بجبار"

هذه هي الديمقراطيه ونحن حمله لوائها ..ولو نص الإسلام على نظريه للحكم لسجنتنا هذه النظريه كما سجنت الشيوعيين ماركسيتهم فماتوا بموتها ..فالأفضل ان يكون هناك توصيات عامه ومبادئ عامه واطار عامه للحكم الأمثل

كالعداله الإجتماعيه ..الحريه .. الإمتثال للقانون .. ان يكون الحكم بالإنتخاب .. الشوري ..الخ

اما عن التفاصيل وكيفيه تطبيق هذه المبادئ فهذا امر سوف يخضع لمتغيرات التاريخ وإجتهاد الناس عبر العصور ليأتى كل زمان بالشكل السياسي الذى يلائمه ..

وبداخل الإجتهاد السياسي سوف تجد مردودا لا بأس به تأخذ منه وترد من ايام محمد عبده والافغانى ورشيد رضا والطهطاوي والكواكبي الى زمان مالك بن نبي وحسن البنا والمهدي بن عبود الى زمان الإمام الغزالى والشيخ الشعراوي ويس رشدي الى الدكتور محمد عماره وكمال ابو المجد ..

والكلام الأخر السخيف الذى يرفض الدوله الإسلاميه لانها دوله دينيه لم يفهم كلمه عمر بن الخطاب وابي بكر الصدق عندما قالا " ان أسأت فقوموني وإن احسنت فأعينوني "

لا عصمه لحاكم إذا ولا حكم إلهى في الإسلام .. انما هو حكم مدنى ديمقراطي يخطئ صاحبه ويرجح .. ونحن الآن في حاجه الى كتيبه تجدد الدين وتقاتل خصومه بأسلحه العصر لا بأسلحه القرن الأول الهجري ..

والجدير بالذكر ان الكثير عندما يقرأ هذا الكلام او يصل اليه المفهوم الذى اود ان اوصله للجميع وهو اننا لسنا في حاجه الى نظريات جديده تضع لنا المبادئ العامه للحكم ..فنحن عندنا الدستور الإسلامي بمبادئه الساميه الإلاهيه بل بحاجه الى إجتهاد سياسي نظيف يحفظ الدين ويقوم بسياسه الدنيا .. الكلام يبدو سهلا بالتأكيد ولكن تبقي قضيه الإسلام السياسي او الجهادي إشكاليه يكثر فيها الجدل ويتضح ذلك اذا بحثنا في الفكر السياسي الإسلامي الان واقصد في الفكر المعاصر سوف نجد الكثير من الأفكار تتنوع وتتباين من حيث الطرح ولكنها تصب في معين واحد وهو التمركز حول الدين كسبيل للتقدم السياسي .. فالحكم بمعني الخلافه هو الشاغل الأساسي للساسه المفكرين المنتمين للإسلام ومن ثم جاء الحديث حول اساليب الحكم ونظمه في ضوء نظره دينيه للمسأله السياسيه .. ولم يتم الإجماع حول تقديم حل لهذه المشكله ويشمل ذلك بالطبع النواحي التنفيذيه والتشريعيه .. فبينما أكد الطهطاوي على اللامركزيه في الحكم السياسي والإداري في الدوله العثمانيه ..نجد الافغاني يؤكد على الخلافه شرط تعريبها .. في حين ركز محمد عبده على الإستقلال القومي والوطنى بعيدا عن اى سلطه دينيه اما الكواكبي اعاد فكره الخلافه الاسلاميه مطالبا ان تكون عربيه اما رشيد رضا نادى بالخلافه المطلقه كشرط اساسي للتقدم وبين المركزيه واللامركزيه تبقي القضيه موضع حساس للنقاش والتوصل لرؤيه واضحه للحكم او الخلافه ..

ويمكننا ان نعرض افكار الطهطاوي كسبيل ودعوة لعدم غض النظر عن أفكاره التى ان عرفناها جيدا توصلنا ربما لحل جذري لهذه المشكله ..

رفاعه رافع الطهطاوي

كان الإتصال بالغرب في العالم الإسلامي سريع ومتواصل ففي عام 1833 بعث ابراهيم باشا الى السلطان محمود الثاني رساله يخبره فيها " ان محاوله النهضه لا تبدأ بتزويد الشعب بالملابس الضيقه والبنطلونات وكان الأولى بالباب الاعلي ان يهتم بتنوير الأذهان اولا "

وفي عام 1866 جاءت مجموعه من الاترك تنادي بتطوير قوانين الإمبراطوريه العثمانيه على النمط الاوروبي وفي مصر صعد الى الحكم اسماعيل باشا ابن ابراهيم باشا ذو الثقافه الفرنسيه وفي تونس ظهرت مجموعه من المصلحين وعلى رأسهم خير الدين التونسي وفي سوريا ولبنان لعب المسيحين الشوام دورا هاما في نقل الثقافه الفرنسيه الى الشرق الاوسط عن طريق الترجمه والصحافه فهم اول من نقل الصحافه الحديثه الى العالم العربي

وبدأت دعاوي الإصلاح تظهر وتناقش موضوعات واسئله هامه

مثل هل يجب الإقتصار على مبادئ الشريعه الإسلاميه ام يجب الاستفاده من الغرب وتجاربهم ؟ وهل الدين الحنيف يعارض الحضاره الغربيه

ومثل هذه الاسئله التى حاول كتاب النهضه في العالم العربي والإسلامي الإجابه عليها ..فمثلا ظهر في الدوله العثمانيه في ذلك الوقت كتاب مثل صادق رفعت باشا وضياء باشا ونامق كمال تنادي بالإنفتاح على الغرب مع الغحتفاظ بالقيم والتعاليم الإسلاميه وفي الحكم كانوا يطالبون بالديمقراطيه التى تأخذ بالنظام البرلمانى الحديث كإسلوب متطور لنظام الشوري بالإسلام .. وفي مصر كانت هناك مجموعه من المصلحين الذين نادوا ايضا بالإنفتاح على الغرب مع الإحتفاظ بالقيم والتعاليم الإسلاميه .. وعلى رأسهم رفاعه الطهطاوي ..

ولد الطهطاوي في نفس السنه التى غادر فيها الفرنسيون مصر ..من اسره فقيره ..التحق بالأزهر وكان تاثير الشيخ العطار عليه كبيرا فقد كان الشيخ على اتصال بعلماء الحمله الفرنسيه الذين اتوا مصر مع نابليون .. وعندما طلب محمد على باشا من العطار تعين إمام لكى يرافق البعثه التعليميه مده إقامتهم في فرنسا كان الطهطاوى هو الإام الذى اختاره الشيخ ..وبالرغم من ان الطهطاوي رافق البعثه كإمام الا ان السنوات الخمس التى قضاها هناك كانت اهم سنوات قضاها بحياته كلها ..فقد إستطاع رغم خلفيته الأزهريه ان يستوعب الفكر التنويري الأوروبي عند الإصتدام به وان يتفاع معه تفاعلا خلاقا يتماشي مع النهضه التنمويه التحديثيه التى كان يقودها محمد على .. فقد قام بدراسه اللغه الفرنسيه واتقنها إتقانا تاما في ثلاث سنوات وكان يستعين بمدرس خصوص على نفقته الخاصه وقام بقراءه وترجمه كتب في الفلسفه اليونانيه والأدب الفرنسي والشعر لراستين وكتب في الميثولوجيا والأخلاق والرياضه والقانون والفنون العسكريه ..

ولقد تركت الثوره الفرنسيه رواسب عميقه داخل نفسه بالرغم من تعليمه الأزهري السابق الا انه كان يعتقد ان المجتمع الصالح هو المجتمع المبنى على اسس العداله وان الهدف من الحكومات هو رعايه مصالح المحكومين وان الشعب لابد له من المشاركه في الحكم لذلك يجب اعداد افراد الشعب لهذا الغرض .. وكان يري ان القانون يجب ان يكون ديناميكيا متغيرا يتغير بتغير الظروف وان الحكام الصالحين في وقت ما ليسوا بالضروره صالحين في كل وقت وان حب الوطن هو اساس كل الأخلاق السياسيه ..

واثناء إقامته اتصل رفاعه بعلماء الحمله الفرنسيه وكانت حضاره مصر القديمه تملك عليه وجدانه وكان هذا يدل على فهم الطهطاوي العميق والمبكر لقضيه الأصاله والمعاصره وفهمه العميق لمعنى الكلمات التى خاطبه بها احد علماء الحمله الفرنسيه جومار انكم منتدبون لتجديد وطنكم الذى سوف يكون سببا في تمدين الشرق بأسره امامكم مناهل العرفان فإغترفوا منها بكلتا يديكم "

وعندما عاد الطهطاوي الى مصر نشر ملاحظاته في كتابه تخليص الإبريز في تلخيص بايز " وبه ملاحظات الطهطاوى عن الشعب الفرنسي كيف انهم محبون للنظافه وتعليم الأولاد وبهم شغف للمعغرفه والاطلاع وفي حياتهم اليوميه يثقون ببعضهم البعض ونادرا ما يخدع احدهم الأخر .. ويعتبر هذا الكتاب من اهم الكتب في ذلك الوقت فهو بحق اول نافذه يطل منها العالم العربي على الحضاره الاوروبيه والبيان الاول للبرجوازيه الناشئه ..كما انه اول كتاب يصف الفكر الليبرالي من ناحيته التطبيقيه والتنفيذيه

والى جانب عرضه لنظم الحكم الدستوريه واهم فصل بهذا الكتاب هو ترجمته للدستور الفرنسي دستور عام 1814 وبيان وثيقه حقوق الإنسان ..

ولقد كانت تراجم المشاهير بأمر من محمد علي فقد كان يحبهم ويحب معرفه سيرهم ويحاول تقليدهم .. اما اعمال فولتير وروسو ومونتيسكو وكوندياك وغيرهم فقد كانت لحاجه في نفس الطهطاوي

وبوفاه محمد على .. استهل عباس حكمه بتصفيه المدارس واغلاق المصانع وشرد عمالها واوقف العمل في القناطر الخيريه وجاهر بإحتقار الثقافه الغربيه وشرد اتباعها وعلى رأسهم رفاعه الطهطاوي

وبمجئ سعيد عاد الطهطاوى الى مكانته السابقه وبعهد اسماعيل إزداد نفوذ الطهطاوى حتى سمح له الإشتراك في وضع السياسه التعليميه في مصر ..

وفي اواخر حياته الف قائمه من الكتب وامضي فتره في تأليف كتاب عن تاريخ مصر والتعليم .. وكانت نظرياته في التعليم م تخرج عن اطار التعليم الإسلاميه فقد كانت أحاديث الصحابه في الكثير من كتبه .. ولكنه نظر اليها نظره مختلفه واعطاها معني جديد وعميق ذلك لان الحكومات في ذلك الوقت كانت حكومات اوتوقراطيه ومن الصعب تحويلها الى حكومات ليبراليه دفعه واحده ولذالك كان ينادي بالإصلاح التدريجي في نظام الحكم ..فالحاكم يجب ان تكون سلطاته مقيده بالقانون .. والحكومه يجب ان تكون مسؤله اما ممثلي الشعب

اما في مجال الشريعه فهو اول من اشار بفتح باب الإجتهاد السياسي وكان من رأيه انه لا تعارض بين الشريعه وبين القوانين الوضعيه ..اى انه يمكن تفسير الشريعه في ضوء متطلبات العصر ..واذا اراد رجال الدين تفسير الشريعه في ضوء العصر فعليهم ان يكونوا على درايه وفهم عميق لما يدور من حولهم ..

والعامه يجب تدريبهم على فهم حقوقهم السياسيه .. والحكام يجب ان تخاف الرعيه .. والعلاقه بين الحاكم والمحكوم يجب ان تكون علاقه حقوق وواجبات

فواجبات الفرد الإمتثال للقانون .. رعويه الدوله التى ينتمون اليها ..المواطنه وحب الوطن ..

وحقوقهم اطلاق الحريات .. فالحريه هي اساس المواطنه عند الطهطاوي والاهم هو حب الوطن فهو اساس بناء كل المجتماعات وهذا بالتأكيد ما وجده بفرنسا ..

تزيل ...

تكمن قيمه مايبدعه المفكرين في انهم يرون دائما مالايراه الإنسان العادي ..فهم عندما يتاملون ما حولهم ينظرون اليه نظره مختلفه وعميقه والأهم انها متميزه ومثمره ..

قد تبدا القصه بحلم مثلما بداها افلاطون في كتابه الجمهوريه ..او بتخيل مثلما فعلها رولز عن نظريته حجاب الجهاله اوبتمرد مثلما حققها ميكافيلي في كتابه الأمير ..او ربما بدهشه مثلما فعلها الططاوي في كتابه تخليص الابريز في تلخيص باريز

ومهما كانت الدوافع التى دفعت عقلهم ليسطر الإبداع بكل قوته الا ان الدافع الأول والشراره الأولى تكمن دائما بقلب الدهشه التى جعلتهم يخرجون عن القطيع فثار ضدهم الجميع ..نعتهم البعض بالمجانين واطلق عليهم الأخرون لقب ملحدين .. والصقوا التهمه بهم متمثلين في دور رجل اعمي لا يري ولا يبصر

قد تخرج افكارهم للنور لتغير فكره او تهدم حضاره متهالكه لتشيد صرح حضاره اخري ..قد تغوص تأملاتهم في اعماق النفس البشريه لتستخرج نظريات تقلب العلم رأسا على عقب ..

قد تتصادم افكارهم مع جميع السلطات ..قد تحرق مؤلفاتهم ..قد تسلب ارواحهم ..وقد يقضون بقيه حياتهم ببرد المنفي لينعموا بالسلام وسط افكار اقرانهم ..لكنهم دائما وأبدا سيظلون عظماء لم تنجب البشريه مثلهم

قصتنا بدات وإنتهت من دهشه مصلح عظيم ॥ وسياسي مرن .. ومفكر رائع .. كان ومازال دفعه قويه لكل المصلحين في عصره وفي كافه العصور حتى الأن .. آمن بحب الوطن كدافع اساسي لنهضه اى مجتمع وقيام أى حضاره .. بدأ بنشر افكاره عندما تصادم بخلفيته الأزهريه مع الحضاره الاوروبيه والفكر التنويري الغربي ..لم يكن الغرب بالنسبه له جانب معتم فقط بل كان ايضا له جانب المشرق الذى وظفه الطهطاوى بكل مرونه بداخل قالب اسلامي مراعيا حكومته الاوتوقراطيه وانها لن تتحول جذريا وبسرعه لحكومه حره او كما سماها ليبراليه ولذلك عمل على التدرج في نظام الحكم .. نادى بالكثير من الأفكار الليبراليه ولكن بمنظور اسلامي بحت حتى لا ينفر منها الجميع .. ولا يلقي حتفه بواسطه محمد علي الديكتاتور ف ذلك الوقت .. وبالرغم من ان القضيه التى نحن بصددها الآن حتما حساسه للغايه .. الا ان محاوله الطهطاوى واجتهاده العظيم لإصلاح وطنه مصر سياسيا وإداريا ساعدت الكثير ممن يبحثون عن نظريات سياسيه معتدله ومصلحه بداخل مجلد الإجتهاد السياسي الضخم الذى يكثر فيه الى الآن الجدل ..

كتبتها دكتوره جيلان صالح

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

Islamic Sufism



التصـــوف الإسلامي

منـــهج حـيــاه مـتكامل

يعد التصوف الإسلامي من ابرز تجليات الحضاره الاسلاميه عبر التاريخ فهو جزأ لا يتجزأ منها ..فقد قدم لها العديد من الشخصيات والأعمال على شتي المستويات الحضاريه من فكر وفن وشعر .. وهو حركه روحيه واسعه على امتداد القرون ولذلك لا يمكن دراسه هذه الحضاره الاسلاميه مع تهميش الحركه الصوفيه فيها فهذه الحركه نشات كجزأ لا يتجزأ من الحضاره الاسلاميه الأم .. والحقيقه ان التصوف حركه ثقافيه بلاشك وهو في نفس الوقت حياه وجدانيه وقيم معنويه وتجربه روحيه وانسانيه عميقه ..

وهو كما سماها دكتور محمد مصطفي حلمى " الحياه الروحيه في الدنيا والأخره فهو ف أخر الامر يمثل انتصار الروح لى الحرف اذ ان الروح تحي والحرف يميت "

والصوفي هو ذلك الإنسان الذى توجه بذاته كلها نحو الحقيقه المطلقه فأحبه اشد الحب وأحب فيه وله ولحبه الفائق كل الخلائق فأصبح هو الانسان الحر الحي لانه حقق غايه حياته البشريه وهي الالتقاء مع رفيقه الاعلي وحبيبه الأسمي وهو الله متوجها اليه عبر سلوك شاق من مختلف المقامات والاحوال الروحيه

وأنا ارى اننا الان في اشد الحاجه لمثل هذا النوع من العلوم والدراسات بعد ان صرفنا وقتنا كله وكرسنا حياتنا بأكملها لخدمه الدنيا واهتممنا بالظاهر واهملنا وببراعه النظر الى البواطن التى هى الأصل والجوهر في النفس وتخلفنا فلم نحقق لا غنجازا ذاتيا ولا اجتماعيا ولا تقدما ماديا او روحيا .. واعتقد ان هذه الماده كفيله بان تعطينا ولو دفعه بسيطه للإهتمام بما في داخلنا وإصلاحه

او كما يقول دكتور عبد الرحمن بدوي

"آن لنا الان ان ننفذ الى صميم الحياه الروحيه في الاسلام متمثله في اولئك الذين اشاعوا سوره التوتر الحي مغرضين على الظاهر الساذج المستقيم الى الباطن الشائك الزاخر بالمتناقضات وهم في هذا كله لم يكونوا معبرين عن انفسهم الخصبه فحسب بل كانوا يتجسدون نوازع عامه يسري تيارها في الامه المؤمنه كلها "

** تعريف التصوف

من الصعب ان نقف على تعريف يجمع كل الأطراف حول الزهد .. خاصه وان الزهد مبدأ تتنازعه اطراف الصحابه والزهاد من التابعين والمتصوفه وحتى الفلاسفه المسلمون منهم والكفار .. ولن نحاول قصر التعريف على الجانب الروحانى فقط او التقشف دون سواه مع العلم ان التصوف تجربه روحيه وةانسانيه عميقه ولكن التصوف كما عرفه احد الصحابه هو احد سبل اقامه حق العبوديه لله عز وجل بهجر الشهوات والمعاصي والتورع عن الحرمات وترك كثيرا من المباح طمعا فيما عند الله

فإن نعيم الدنيا سرعان مايزول ونعيم الاخره باق لا يفني وقد يكون الزهد مع الغني وقد يكون مع الفقر لانه منهج حياه متكامل وطريقه لفهم الكون عن طريق التقلل من الشهوات والسير الحثيث صعدا الى الأخره

وهكذا ندرك ان الزهد عمل قلبي ارتضاه صاحبه فترجمه لنا قولا حكيما سليما ثم فعلا ينطق بأفضليه سالك طريق الزهد وهكذا كان الصحابه والتابعين زهادا وعبادا صادقين طمعوا فيما عند الله وزهدوا فيما عند الناس فكانوا هم القدوة والاسوه الصادقه

ولقد عبر شيخ الإسلام بن تيميه عن هذا المنهج حين رأه المنهج المتكامل لكل مسلم سلفي

فقال " من بني الإراده والعمل والسماع المتعلق بإصول الاعمال وفروعها من الاحوال القبليه والاعمال البدنيه على الايمان والسنه والهدي المحمدي فقد اصاب طريق النبوه "

** أصل كلمه التصوف

كثرت الأقوال حول اشتقاق كلمه التصوف ولكن اشهرها هو

.. انه من الصوفه .. فكأنه كالصوفه المطروحه لإستسلامه لأوامر الله عز وجل

.. انه من الصفه .. اذ ان التصوف و اتصاف المسلم بمكارم الاخلاق والافعال المحموده وترك المذموم منها

..انه من الصفه لان صاحبه يتبع اهل الصفه الذين هم الرعيل الاول للتصوف وهم مجموعه من الفقراء والمساكين كانوا يسكنون المسجد النبوي وكان الرسول يعطيهم من الزكاه والصدقات طعامهم ولباسهم ..

..انه من الصفاء .. لان المتصوف لابد ان يكون صفي القلب نقي النفس صادق النيه

..انه من الصوف لان المتصوفه كانوا يؤثرون لبس الصوف للتقشف والإخشيشان فسموا بالمتصوفه إنتسابا للبسه الصوف دون سواه

.. انه من الصف ..فكأنهم في الصف الاول عند الله عز وجل وتسابقهم لفعل الخيرات ونيل الطاعات

.. بينما ارجع البعض اسم التصوف الى رجل عابد ف الجاهليه كان يلقب بصوفه واسمه الغوث بن مره كان ملازما للبيت الحرام زاهدا عابدا ومن تشبه به كان يسمى صوفي .. ومنهم نشأت طبقه المحتنفين ومنهم ورقه بن نوفل .. اما المستشرقين فارجعوا التصوف الى كلمه صوفيا وتعني الحكمه وعندما فلسفت العرب عبادتهم حرفوا الكلمه واصبحت صوفي ومعناها الحياه الروحيه

..

**

التصوف عند الصحابه هو احد سبل اقامه حق العبوديه لله عز وجل

التصوف عند الامام الجنيد استعمال كل خلق سني وترك كل خلق دني

التصوف عند دكتور عبد الرحمن بدوي هو الحياه الروحيه في الاسلام

التصوف عند دكتور محمد مصطفي حلمى هو الحياه الروحيه في الدنيا والأخره

التصوف عند دكتوره جيلان صالح

هو الرقي الروحي عن الحياه بكل مافيها من مغريات وشهوات والصعود بالذات النورانيه الى الإيمان الملائكي في الملكوت الربانى
==

نماذج من تاريخ التصوف

الخوف عند البصري

المحبه عند ابن ادهم

التوبه عند القشيري

الخوف عند اللجائي

العزله عند الخركوشي

الصدق عند البلخي

العلم اللدنى عند الغزالى

الظاهر والباطن عند ابن خلدون

==

** الحسن البصري

هو ابو سعيد بن ابي الحسن المعروف بالحسن البصري ولد بالمدينه المنوره سنه 21 هجريه وكانت امه مولاه ام سلمه زوجه النبي صلي الله عليه وسلم

يعتبر مثالا واضحا للحياه الروحيه التى كان يحياها الزاهد العابد في القرنين الاول والثاني الهجري

توصل الى تصفيه القلب عن طريق التأمل والتفكر فقد كانت حياته عباره عن تأمل وتفكر وزهد وتقشف ..كان خائفا من الله لأبعد حد لدرجه انه اعد الخوف هو زاد التصوف

وصفه ابو نعيم الاصفهاني حليف الخوف والحزن اليف الهم والشجن

يقول عنه عبد الرحمن بن الجوزي مارأيت حزنا اطول من حزن الحسن ومارأيته الا حسبته حديث عهد بمصيبه ولو رأيت الحسن لقلت قد بث عليه حزن الخلائق لطول تلك الدمعه ..ما رأيت اخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كان النار لم تخلق الا لهما "

==

الخوف عند الإمام الحسن البصري

هناك اشياء يحسبها البعض انها عاديه لا تحمل في جوفها اى قيمه ..لكنها عند الباقي ذات قيمه عاليه ومعنى جوهري عظيم .. هؤلاء الذين يدركون مدي اهميتها ومغزاها قليلون لانهم ينظرون اليها نظره مختلفه وعميقه متشبعه بالنور الإلهى ..هم الصفوه الذين اصطفاهم الله عز وجل لمعرفه ايات محدده حرم منها البعض فسجلوا لنا تجربتهم الروحيه مع الله وكيف وصلوا الى تلك المرحله

من هذه الاشياء التى قد يراها البعض مجرد عوامل مساعده لإشباع حاجاتهم الماديه الجوع الخوف الرجاء الحب العزله الحزن وحتى المعاناه

كل هذه الاشياء ينظر اليها الكثيرون م على السطح لكن كل منها تحمل في داخلها عوامل ودوافع كثيره للإستزاده منها

عندما يشعر اى انسان بالجوع قد يركز كل تفكيره على كيفيه اشباع رغبته الملحه في إيجاد طعام ولكن الجوع عند الإمام البصري معاناه حقيقيه واحساس بمعاناه الاخرين الذين لا يملكون القدره على ايجاد طعام او الحصول عليه .. انه في الحقيقه تجربه حقيقيه وليس فقط رغبه الأنا في سد حاجه الهو

يقول الإمام ادمى الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف ودابتى رجلى وسراجى بالليل القمر وصلابتى في الشتاء الشمس وفاكهتى وريحانى ماانبتت الارض للسباع والانعام ..

هذا الكلام لا ينبغي الوقوف على ظاهره لانه يحمل في باطنه كثير من الحقائق والتجارب التى قد يكون مر بها البعض لكنه عجز عن التعبير عنها

عندما يصرح الإمام بأن ادمه هو الجوع فهذا حقيقي

فنحن نجد العاشق يسلبه عشقه عن لذه الطعام والشراب بل وحتى النوم بل يحدث له من الطرب والسرور بما هو فيه من اللذات الروحيه ما يشغله عن الإلتفات بما فاته من اللذات الماديه وحينها تتوجه ذاته الى حب اللذات الروحيه وتتسلط عليه دواعي الشوق والسرور الى استكمال وصال هذه النفس المعشوقه بل والاتحاد بها

كذلك فغن الخوف والرجاء مقامان مهمان واساسيان ايضا من مقامات العشق الإلهى ..فإن من احب شيئا خاف انقطاعه ورجا ثبوته فإن من ذاق لذه القرب من الله عز وجل وشعر بمدي لذه ان يكون من احباب الله خاف من ان يقع في اى شئ او معصيه يصحبه انقطاع مثل تك الهبات ..

والزهد هنا في جمله الإمام البصري ليس زهدا ف الاشياء الروحيه بل ايضا في الاشياء الماديه التى هى مشترك عام بين المتصوف والرجل العادي فإن الانسان اذا عاش ع الضروري فالضروري م يشغل نفسه بتامين الغد واحوال المعيشه وكيفيه جمع المال واللللللخ عاش مطمئنا قنوعا لا تشغله المصائب ولا تحزنه فالعقل مارد اذا وجه الى الاشياء الروحيه كان نعمه واذا وجهه الى الاشياء الماديه كان نقمه

ويتضح ذلك من حديث الرسول من كان امنا في سربه عنده قوت يومه ..الخ الحديث

يقول الامام والله لئن تصحب اقواما يخوفونك حتى يدركك الامن خير لك من ان تصحب اقواما يؤمنونك حتى يلحقك ىالخوف

الأمر هنا مرتبط اكثر بوعاء الصحبه وتأثيرها على الخوف من الله عز وجل فمصاحبه اخوه صالحه في الله تدلنى وترشدنى الى مافيه الصلاح احب الي من ان اصاحب اخوه يجروننى الى المهالك فأصيب الامن ف الدنيا ويلحقنى الخوف بالأخره

ويتضح ذلك من حديث الرسول المرء على دين خليله فلينظر احخدكم من يخالل

والمؤمن الصادق هو ذلك الذى يمسي حزينا ويصبح حزينا على مافعله من الذنوب والمعاصي

يقول الامام ان المؤمن ليصبح حزينا ويمسي حزينه لانه بين امرين بين ذنب قد فعله لا يدري ما الله يصنع فيه وبين اجل قد بقي لا يدري ما ق يصيب فيه من المهالك .. ولكنه ف وسط ذلكم يتقلب باليقين فالحزن فهو على يقين تام باان الله سيستره فيما سلف وسيعصمه فيما بقي

العلاقه هنا مع الله والحزن واليقين مع الله وفي الله

ولكن اريد ان اقول ان اليقين قد يكون عاما .. فحال المؤمن الحق في اى محنه او كرب سواء في الديين او الحياه لابد له من ان يتقلب باليقين في الحزن .. وان الله عز وجل سوف يساعده ويقف بجانبه ويمده بالصبر والثبات .. وإدراك ان الحياه ماهي الا وهم ولا تستحق ان نعبأ بها فلو علم الانسان مكان الدنيا الصحيح تحت قدميه لطمئن واستراح وعلم ان مابه من ألم ومعاناه ماهي الا تجربه توشك ان تنتهي

يقول الاماما الدنيا مطيتك ان ركبتها حملتك وان ركبتك قتلتك

وحال المؤمن المتيقن الثابت القابع بنور الله .. يكون ي معيه الله عز وجل فان كان بينك وبينه عداوه فان الله سبحانه وتعالى لن يسلمه اليك ولن يخلي بينك وبينه لانه مع الله فيحميه ويسدد خطاه ويرشده للصلاح ويهديه فحاله كحال من قال " كلا ن معي ربي سيهدين " صدق الله العظيم

ولما كان المغزى الجوهري للتصوف هو اصلاح عيوب النفس فان البصري يقول لما انشغل الانسان بإصلاح عيب هو فيك لن تلبث الا وتجد عيبا اخر فتصلحه ومن ثم عيبا اخر وهكذا فإنشغلت بخاصه نفسك واحب العباد الى الله من كان كذلك " فإذا هو كذلك فاصبح نقي النفس صفي القلب سليم النيه وصل الى الخلاص ثم يينطلق بعدها ليبشر بالرساله السماويه التى يحملها الإسلام

#

كتبتها دكتوره جيلان صالح

الخميس، 7 أكتوبر 2010

دافيد هيوم


في لقاء خاص جدا بأعظم فيلسوف تجريبي .. دافيد هيوم
""«لقد كنت رجلاً دمث الطباع، مسيطراً على أعصابي، ذا مزاج منفتح اجتماعي ومرح، قادراً على المودة، قليل القابلية للعداوة، وعلى قدر كبير من الاعتدال في جميع عواطفي، وحتى حبي الكبير للشهرة وهي عاطفتي المتحكمة في، لم يعكر مزاجي أبداً، بصرف النظر عن كثرة ما واجهت من خيبة أمل» هيوم

السبت، 3 يوليو 2010


الثلاثاء، 29 يونيو 2010

فرناندو بيسوا

طبكيريه 1-3

( دكان التبغ )


ترجمة : المهدى أخريف


لا أساوى شيئاً

ولن أكون ابداً لا شئ .

لا أستطيع أن أرغب فى أن أكون لا شئ

عدا هذا , أملك كل أحلام العالم فى دخيلتى ..

نوافذ غرفتى ,

غرفة واحد من هؤلاء الملايين فى العالم

لا أحد يعرف من هو

( وحتى لو عُرف , ماذا سيُعرف عنه ؟ )

نوافذ مطلة على غوامض شارع يجتازه الناس باستمرار

تطل على شارع يصعب على الفكر ارتياده

واقعى , واقعى حتى الاستحالة , واضح بطريقة لا تخطر على البال

بغوامض الأشياء تحت الأحجار والكائنات

بغوامض الموت الذى يُخزّز الحيطان

ويزرع البياض فى شعور الرجال

بالمصير الذى يقود الكل فى عربة اللاشئ

أنا اليوم مهزوم كما لوكنت أعرف الحقيقة

صاح كما لو كنت على وشك الموت

لا أخوة مع الأشياء لدى أكثر من

أخوة وداع فيما هذا المنزل وذلك الجانب من الشارع

يغدوان صفاً من عربات قطار

صفارة ممتدة داخل جمجمتى

رجة فى أعصابى وطقطقة

فى عظامى لحظة الإقلاع

أنا اليوم مبلبل الخطر كمن فكّر فوجد ثم نسى كل شئ

أنا اليوم موزع بين انحيازى

للطبكيرية المقابلة كشئ واقعى من الخارج

وبين الإحساس بأن كل شئ هو مجرد حلم

بوصفه شيئاً واقعياً من الداخل

أخفقت فى كل شئ

ولما لم يكن عندى أى هدف من أى نوع فقد بات كل شئ

غير ذى قيمة لدى

ما لقنونى إياه

قذفت به من النافذة الخلفية .

لقد ذهبت إلى الحقول تحدونى غايات كبيرة

وجدت أشجاراً وأعشاباً فحسب

والناس الذين كانوا هناك كانوا مثل الآخرين .

أترك النافذة مفتوحة وأجلس على كرسى .. فيم ينبغى أن أفكر ؟

ماذا أستطيع أن أعرف عما سأكون أنا الذى لا أعرف من أكون ؟

أن أكون ما أفكر فيه ؟ أفكر أن أكون أشياء عديدة !

وهناك الكثيرون يفكرون أن يكونوا ذلك الشئ نفسه الذى لا يمكن للكثيرين أن يكونوه .

أعبقرى أنا ؟ فى هذه اللحظة ثمة

مئة ألف دماغ تؤمن مثلى بأحلام عبقرية

ومن يدرى هل سيحفظ التاريخ حلماً واحداً منها

وهل سيبقى غير الزبل للعديد من الغزوات المستقبلية

كلا .. لا أومن بنفسى

فى كثير من المارستانات يوجد مجانين كثيرون ذوو يقينيات كثيرة

وأنا الذى لا أملك أيا منها . أأكثر تأكداً من الأشياء أم أقل ؟

كلا , لا أومن بنفسى

أليس ثمت فى كثير من غرف السطوح وغيرها

نبغاء لأنفسهم فى هذه الساعة يحلمون ؟

كم من تطلعات رفيعة ونبيلة وصاحية

- إن كانت حقاً رفيعة ونبيلة وصاحية -

ربما قابلة للتحقيق

لن ترى أبداً نور الشمس الفعلية ولن تصل إلى آذان الناس ؟

العالم مخلوق لمن ولدوا كى يمتلكوه

لا لمن يحلم بأنه قادر على امتلاكه ,

ولو كان على صواب

لقد حلمت بأكثر مما حلم به نابليون نفسه

ضممت إلى صدرى المفترض إنسانيات

أكثر مما ضم المسيح

شيدت فى السر فلسفات أكثر من كل ما كتب أى كانط .

لكن كنت وسأكون دائماً مجرد ساكن غرفة فى سطح

ولو لم أعش فيها ..

سأبقى دائماً من لم يُخلق لذلك

سأبقى دائماً ذلك الذى امتلك بعض المزايا

سأكون دائما ذلك الذى توقع أن يفتحوا له باباً فى جدار بلا باب

والذى غنى ترنيمة اللانهائى فى خُم الدجاج

الذى سمع صوت الله فى بئر مغلقة .