الأربعاء، 5 مايو 2010

رؤيتى لدعوه قاسم امين


المرأه بين قاسم أمين وناقديه
عندما قرات مقال – قضيه المرأه بين قاسم امين وناقديه – شعرت وكأنه لم يتحدث عن المرأه التى كانت موجوده من مائه سنه بل شعرت وكأنه يسرد العديد من قضايا مجتمعنا اليوم .. وهنا تكمن العبقريه !!
لما كانت دعوة قاسم امين اساسها أولا وأخيرا الإهتمام بالمرأه في كل مراحلها من ولادتها الى وفاتها .. لذلك وقف مدافعا عن حريتها التى تضمن لها كل حقوقها التى لم تكن تتمتع بها وربما لم تكن على درايه كامله بها .. يري قاسم أمين ان المرأه هي عماد الأسره وأساس المجتمع ولب الأجيال القادمه فعلينا إذن ان نهتم بالبذره حتى تكون النبته جيده ..
ارجع قاسم امين عدم رقي المرأه وتقدمها الى الإستبداد و بالتالي فهو يربط بين التغير والحريه .. فقال ان السبب الجوهري في تقدم المرأه الغربيه هو الحريه التى تتمتع بها اوربا الغربيه .. التى جعلت المرأه تشتغل بالعلوم والفنون والطب والآداب فنراها شاعره وأديبه وطبيبه وفنانه راقيه على عكس المجتمعات الشرقيه فهى محجوبه في المنزل لا تدري ما الذى يحدث من حولها وربما لا تدري ما الذى يحدث ف الغرفه المجاورة لها .. ولما كانت المرأه ضعيفه فقد إهتضم الرجل حقوقها وأخذ يعاملها بإحتقار ومهانه وعدها متاع يلهو به وقتما شاء له ..
له الحريه ولها العبوديه .. له العزة ولها المذله .. له العلم ولها الجهل .. له الرقي ولها التخلف .. وكل هذا يعكس صوره المرأه عند الرجل الشرقي فهى عندهم ليس لها قيمه ولعل هذا في المقام الأول يرجع على العادات والتقاليد السيئه التى يتمسك بها المجتمع الشرقي .. ورثوها عن أجدادهم فأخذوا يرددوها وهم لا يفهمون معناها ولا حتى أهميتها فتسببت في أسر عقولهم وتضليل بصائرهم عن أساس وجودهم " المرأه " ولذلك يرفض قاسم امين كل هذه العادات والتقاليد الخاطئه ويدعونا الى ان نعقلها ونتدبرها جيدا ونأخذ منها ما هو متوافق مع ظروف عصرنا وان نترك ما ليس لنا طائل من ورائه .. فيقول " علينا ان نأخذ من العوائد وان نكسب من الأخلاق التى وجدنا عليها آبائنا فيكون مثلنا كمثل رجل وجد لباسه ضيقا فرأى ان يجوع ليهزل ويضعف وينحل حتى يصغر جشمه فيسعه لباسه لا ان يصلح لباسه حتى يتفق مع جسمه "
كذلك أرجع قاسم امين وضعيه تدنى المرأه ف الشرق الى سيطره الجهال من الفقهاء على عامه الناس – إلا من رحم ربي – وأعتقد انه يقصد هنا الفهم الخاطئ للدين فيقول البعض ان المرأه لابد ان تلتزم بيتها ولا تخرج ابدا منها الا في الاعياد لزياره الاقارب والافضل الا تخرج منها ابدا الا على قبرها وهذا ليس له اى اساس ف الشريعه الإسلاميه ..
ولكن هل هذا معناه ان قاسم امين يرجع تدنى المرأه للإسلام
بالطبع لا .. فليس ف الإسلام ما ينص على كبت حريه المرأه وإماته مهاراتها وإمكانتها وعدم تعليمها فقد قال صلي الله عليه وسلم " طلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه " واعتقد ان الحديث واضح تماما
لكن السؤال هو كيف تطلب المرأه العلم وهى محتجزه كالسجين ف منزلها .. وان خرجت فأعتقد ان خروجها هذا عندهم بمثابه خروجها عن المله والعياذ بالله !!
لذلك فدعوة قاسم امين واضحه وصريحه طالب فيها بإطلاق سراح المرأه لرحب الكون الفسيح لتنهل منه ما تريد وتطلق العنان لعقلها ومخيلتها لتبدع بهما على لوحات الرسم كلوحه فنيه عظيمه او في كتاب تعرض وجهه نظرها فتصبح كاتبه مرموقه
فما العيب ان فعلنا مثلما يفعل الرجال
نصبح فلاسفه واطباء وعلماء ومهندسين وادباء وفنانين .. إلخ
فإذا كان الإسلام دين الحريه الأعظم فلماذا نمنع ما حلله الله على النساء ونحلله لنا بدعوى اننا رجال
الم يجعل الله عز وجل عندما سرد لنا قصه سيدنا آدم في سورة البقر .. ألم يقل
"﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾
فجعل الله عز وجل الإسم الأصيل الذى جعل منه الخلق " واحده " مؤنث
فلم يقل الذى خلقكم من نفس واحد
بل قال واحده
لكي يقول لنا ان الأنثي ليست اقل من الذكر وأن هذا الأخير افضل منها في شئ بل قال وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
وأيضا معنى الآية القرآنية "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" سورة النساء /34/القوامة التي أمر الله بها أن الرجل ملزم بالنفقة على المرأة ورعاية شئون البيت والرجل أحق بهذه الرئاسة والمسؤولية لما فطره الله عليه من كمال العقل وحسن التدبير وقوة الجسم والقدرة على الكسب والإنفاق وليست القوامة التسلط والظلم والقهر فلا دخل لهذا بالآية الكريمة.
فلو كان الفقهاء يعرفون دينهم حق المعرفه لأدركوا ان تعاليمهم المرتبطه باهوائهم ليست ف الإسلام.. كذلك فنحن علينا ان نتحرر من كل ما يقيد فكرنا من آراء باطله وان نعي تماما إسلامنا ودعوته
فهناك العديد من المواقف والعبر في القرآن والسيره النبويه عندما نتأمل فيها نجد لها ابعاد ضخمه واعظم مما كنا نعتقده
فمثلا موقف نزول الوحي جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وكلنا يعرف القصه ولكن ما اريده هو عندما قال له " الذي علم بالقلم" "علم الإنسان ما لم يعلم
اذا كان من حق الرجل فقط ان يتعلم وله مطلق الحريه في اختيار ما يشاء ليبدع فيه فلماذا قال الله عز وجل علم الإنسان ولم يقل علم الرجل ؟؟؟
والإنسان في اللغه تطلق مره على المذكر ومره على المؤنث ..
وإذا كان قاسم امين قد وظف نهضه المرأه الأوربيه في قالب شرعي إسلامي بحت فإن هذا لم يحميه من نقاده فقد رفض ناقديه النظر الى المرأه في إطار نهوض المرأه الغربيه وقالوا ان قاسم امين يدعونا الى الفجور والسفور والإنحلال وان دعوته الى التحرر والإختلاط ونزع الحجاب هو ما يريد الغرب بالدرجه الأولى ..ولعل كلام قاسم امين عن الجحاب وإستخدام كلمات قاسيه هي ما أثار حفيظه ناقديه فقد صرح ان اول خطوة في سبيل حريه المرأه هو تمزيق الحجاب ..
لكن هل كان قاسم امين يقصد هنا الحجاب الزي ام الإحتجاب في المنزل .. كان يقصد الإحتجاب في المنزل فكيف للمرأه المخموره في منزلها ان تتعلم وتتحرر وهي مكبله بعادات وتقاليد ومدفونه بين اركان جدران بيتها ؟؟

والدليل على ان قاسم امين يقصد الحجاب اى الإحتجاب ف المنزل هو انه لم يرفض تماما الحجاب الشرعي بل دعي الى التمسك به والإلتزام بما نص عليه القرآن الكريم وان نرجع الى حظيره ديننا ونتعقل اوامر ونواهي الله عز وجل والا نسير كالقطيع الذى يرعاه راعي أعمي لا يرى و لا يبصر .. ويبدو ان سبب تشدد نقاد قاسم امين على موضوع الحجاب هو ربطهم الغير مفهوم بين الحجاب والعفه .. فهم يرون ان المرأه اذا نزعت النقاب سيؤدى ذلك الى الفجور والإنحلال وفساد الأخلاق
ولكنى اريد ان قول منذو متى ارتبطت العفه والامانه والصون بقطعه قماش توضع على الجسد او الوجه .. فهناك العديد من النساء يرتدين النقاب لكنهم لا يطبقون اى شئ مما نص عليه الإسلام من غض للبصر .. والأمانه والعفه .. كما ان ارتداء المرأه للنقاب لا ينص بالضروره على ان هذه المرأه عفيفه .. امينه وصادقه
فالله عز وجل لا ينظر الى صورنا ولكن ينظر الى قلوبنا ..
كذلك فنحن متى كبتنا النساء وسلبناهم حريتهم التى منحها لهم الإسلام فهل هذا يمنع انهم سيبحثون عن طرق اخري ليحققوا بها حريتهم .. وربما كانت غير مشروعه وفي الخفاء بل ربما يستخدمون هذا الزي الذى هو في وجهه نظري فضيله وليس فريضه في اشياء اخري تسئ لآخرين يرتدونه ويطبقون الإسلام الصحيح
..
ومن منطلق دعوته الى الحريه كانت دعوته الحتميه الى تربيه المرأه جسديا وعلميا ومعرفيا فالتربيه الجسميه لازمه لإستكمال صحتها
والتربيه العقليه بدونها تكون المراه لا قيمه لها ..
فلابد من تربيتها جسديا وعقليا .. نربي فيها العزة والثقه في النفس .. نزرع بداخلها الإمكانيات والمهارات ونغذيها معرفيا ولا يقتصر التعليم على الأمور الدينيه .. بل تتعلم الطبيعه والطب والأدب والفن واللغات الأجنبيه ..
وكل ما يستهويها وتشعر انه متوافق مع إمكانياتها ..حتى اذا ما إنغمست في حياتها العمليه كانت حامله معها ثقتها بنفسها معرفيا وصحيا وجسديا وثقافيا ولتشعر بانها على الوتيره نفسها التى جعلت الرجل في المقدمه بل وفي وسعها ايضا ان تتفوق عليه لذلك ركز قاسم امين على تعليم المرأه واعدادها للعمل حتى لا تحتاج الى معونه زوجها الذى ربما يذلها فيما بعد بها .. وذهب قاسم الى ضروره فتح كافه المجالات الشريفه للمرأه للعمل فيها .. ويبدو ان طلعت حرب يري ان عمل المرأه نوع من الإستعباد فيقول ان عمل المرأه في دول إفريقيا واسيا هو نوع من استعباد الرجل للمرأه وحرمانها حريتها ..
ولكنى اري ان عمل المرأه يكبها ثقتها بنفسها وان حياتها لها قيمه لا تقل عن الرجل واذا كان الرجل يتفاخر بانه هو من يكد ويتعب من اجل الاسره فإن المرأه كذلك تكد وتتعب من أجل الجميع ..
Gilan saleh

ليست هناك تعليقات: