السبت، 26 ديسمبر 2009

نداء من فيلسوف ...



بسم الله الرحمن الرحيم
"فاعتبرو يااولى الابصار "
صدق الله العظيم
ان قول بن رشد على ان الفلسفه صاحبه الشريعه واختها الرضيعه لم يأتى عبثا ولكن كلمه حق اراد بها حق ...ذالك لان الرجل ادرك حقا المقصد الصالح من قبل الفلسفه اتجاه الدين ...
ان سمح لنا نتحدث عن العلاقه القائمه بين الفلسفه والدين لنقول انها على مر الزمن وخلال كافه العصور تعرضت لكثير من التنكيل ...
ما الذى جعل عظماء مثل ارسطو وهيباتيا يحكم عليهم بالاعدام ؟ مالذى جعل شخصا مثل افلاطون او سقراط يرحلون خارج اثينا؟؟ ما الذى جعل الفلسفه مهمتها فقط خدمه العلوم بعدما كانت اما وعلما لكل العلوم ؟؟ هل نجد اجابه احق من انه الاضطهاد والحقد الشديد على الفلسفه واالفلاسفه ؟ّّ
كل هذه الافعال ان دلت فهى تدل على الكره الدفين للفلاسفه سواء من عامه الناس - الساسه او رجال الدين كل عل السواء ..
كل هذا الجهل الشديد هو الذى رسخ في اذهان البشريه الصورة المشوهه للفكر الفلسفي وتأكيد خطأ ان الفلسفه والدين لا يمكن ابدا ان يجتمعو الا في ساحه دمويه من الجدل يروح ضحيتها بالطبع فكر فلسفي منير لأثبات ان الفلسفه تؤدي الى الكفر والالحاد ولكن ان قلنا من قبل ان الفلسفه لها مجالها الخاص ودائرتها الوسطي بين العلم والدين فاننا نجزم بااننا لم نتحدث بالتأكيد عن فلسفه في برج عاجي او فيلسوف في صومعه منفردة ....بل تحدثنا عن فكر يخاطب العقول ورجل مفكر نشئ من قلب المجتمع ...
وان كانت الفلسفه كما لا حظها المؤرخ الفرنسي " اميل بوترو" انها قد نشات في جانب عن الدين الا ان الدين والفلسفه معا يمثلان استجابه الانسان الطبيعيه لنزعتين فطريتين ....
الانسان بطبيعته الفكريه الحرة يميل الى العقلانيه ووزن الامور بطريقه سليمه ...كما ان هناك اشياء كثيرة وان لم يكن اكثرها مسلم به في الامور الدينيه تثير العقل الانساني ويبحث لها دائما عن اجابه وكما يقال " ان خفيت الحكمه وجب التسليم " معني ذالك انه قبل التسليم كان بحث وسؤال .... فالنبحث اولا عن الحكمه في نطاق سلطه العقل ثم بعدها نسلم بما لم نجد له اى مبرر ...ودعونا نقول ان هذه ليست دعوة للحياد عن منهج السلف او الانحراف عن حظيرة الايمان ولكن هي دعوة عامه لتعقل كل شئ ووضع كل شئ موضع شك منهجي برئ حتى لانتقبل كل الاشياء مسلمه لاتقبل النقاش ...فأين دور العقل ياسادة ؟؟
الدين والفلسفه لطالما اجتمعا الاثنين بجانب كلمه " لا توافق " واذا كانت الاولى بدورها تدعو الى السيطرة على العالم المادي وتسخيره لخدمه الانسان والبشريه فاان الثانيه بدورها تدفع الانسان صوب ذاته الباطنه من اجل تنميه شعورة الذاتي ...افلا تستحق الفلسفه نظرة خاطفه بداخلنا ؟؟!!!
وعلي الرغم من الاختلاف الملحوظ بينهما الا انه قد يحدث او حدث بالفعل التقاء تمثل امامنا في عده من القضايا والمجالات التى تناولها الدين ..
لكن مالذى قد يجيب ويقنع اولئك الذين لم يقتنعو بعد بوجود الله عز وجل ؟! عن الروح ..عن الخلود ..او البحث في المبدأ والمصير ؟؟
هل نسينا بكل بساطه موقف الفلسفه في عهد هارون الرشيد ؟ الذى لا يقل شجاعه عن موقف الغزالي وابن حزم ...
وكالعاده عندما يحل الظلم فاننا نقلب سريعا في صفح التاريخ لنستشهد على ان كل آت حقا قريب ..اليس التاريخ الشاهد الاصدق على علاقه الشد والجذب بين الفلسفه والدين ..فليحدثنا عن ما لاقيه الفلاسفه من العنت والشده والاضهاد والتنكيل بالفلسفه والفلاسفه علي يد رجال الدين المتعصبين ......
ياااااااساده !! ان كانت الفلسفه حقا تمثل خطرا على الدين فلماذا قال الله تعالي " فااعتبرو يااولي الابصار"
الم يحثنا الاسلام على التعقل ...التفكر ...التأمل وكل هذه الاسماء ماهي الا بديل عن كلمه الفلسفه ...اذن هل الاعتراض هنا على التامل والتفكر ام على كلمه فلسفه ؟؟!!
ياساده ..الايه واضحه ولسنا هنا بصدد تفسير آيات القران الكريم ولكننا نقول لغافلي العقول ان المعني واضح ...فاان كلن هناك فلاسفه ملحدين فاانه من الصحيح ان لاتلازم بين الفلسفه الصحيحه وبين الالحاد .... وتعمدت قول كلمه صحيحه في المنتصف ..حتى اوضح ان هناك كثيرون منا ومن المثقفين حقا يفهمون الفلسفه بمعنى اخر مختلف او بمعنى ادق " متخلف "
ان الحاد بعض الفلاسفه لا يعنى بالدرجه الاولى ان العلم قرين الالحاد وهكذا نثبت خطأ القضيه القائله ان " اذا وجد فلاسفه ملحدين كانت الفلسفه ملحده واذا وجد علماء ملحدين كان العلم ملحد وهذا غير مقبول او معقول بالمرة ...وان كنا هكذا أثبتنا فساد القضيه فاننا لانعتقد ان عكسها صحيح اى ان الالحاد يمنع التفلسف وانما نريد ان نقول ان في الامكان ان نجمع بين الاذعان لمنطق العقل والايمان العميق بوحي الدين بل في وسع الانسان ان يكون فيلسوفا عظيما مع وفائه لعقيدته الدينيه وايمانه بوحيها ...وهذا يعني ان الاسلام لا يحرم النظر في علوم الفلسفه طالما ان دارسها يحافظ على عقيدته الدينيه ....وكما قلنا من قبل انه لايصح ان نضفي طابع القداسه على آراء الفلاسفه لانها في النهايه وجهات نظر فكريه ...فكيف يعقل ان تقودنا الفلسفه الى الحاد او مكوث مدمر بقلب الدين
ان للدين مساحه خاصه وحرة به لا يتعرض لها اى مجال من مجالات العلم ...بل يحترمه كافه المجالات فهي تحتل مكانه عاليه من وجودنا البشري واذا كانت الفلسفه لا تمس الدين بشئ فهي ايضا لا تدعي الى انكاره ..
فكيف يعقل ياساده ..ان تدعو الفلسفه الى كفر والحاد او شن هجوم عنيف على الدين ...
الفيسلوف الملحد قد ينكر الآلهه ويجحد الاديان ولكن يؤله الى مبدأ اخر او كائن اخر في اعتقده انه الأحق والعياذ بالله بالعباده ...فالفيلسوف افتراضا باانه ملحد فلا يرجع الحاده الى الفلسفه لان مقابل هذا الالحاد اعتراف بشئ اخر ومبدا اخر ايا كان ... فكما يقال " ليس نقيض الدين انعدام الدين وانما نقيضه دين اخر "نجد مثلا ان الذين انكرو عباده الله من الطبيعين الاوائل امثال طاليس وانكسماندورس وانكسمانيس ..وغيرهم اتخذو من الطبيعه معبودا لهم ..فالفلسفه دراستها لا تضاد الدين ..بل انها تدعم الدين وتقوده الى الدين وقد قال فرنسيس بيكون " ان جرعه ضئيله من الفلسفه قد تميل بذهن الانسان الى الالحاد ..غير ان التعمق في دراسته الفلسفه يلقي بالانسان في احضان الدين "
فكفوااا عن اتهام الفلسفه وانساب كل هذه الالوان السوداء من الاضطهاد اليها فالعيب فينا نحن ان لم نتعمق ونفهم بكل موضوعيه ... رسااااااااله الفلسفه ...
فلا تعارض بينهما ياساده ..ويكفينا قولا ان الفلسفه قد استخدمت في العصور الوسطي كأداه للتوفيق بين العقل والنقل ..كما استخدمها علماء اللاهوت في الغرب و علماء الكلام في الشرق للدفاع بالدرجه الاولي عن الدين ...
ورحم الله من قالو " ان العقل يسبق الايمان ..والايمان يسبق العقل وانا اؤمن لكي اتعقل "
وحقا ليس في وسع العقل بمفرده ان يصل الى تلك الحقائق التى يقدمها لنا الوحي مهما كان من دقه بحثه وصحه برهانه ..
هذا والله اعلي واعلم

ليست هناك تعليقات: